معتقدي في السياسة هو: انها وسيلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجلب الخير للناس او دفع الضرر عنهم او تخفيفه اذا ما وقع ليس الا، وعندي ان السياسة التي تنمّي المصلحة الخاصة او تلهث وراء المناصب والوجاهة او الزعامة او المكاسب لاغراض تتعلق بالانانية الذاتية او الحزبية دون استحقاق او ما الى ذلك ، لا يمكن ان تجد لها غطاءً شرعيا وبالتالي فانها القاء للنفس بالتهلكة بين يدي الله تعالى.
ولهذا اعتبر ان التحزب لاغراض الحزب قد يرقى في بعض الاحيان الى درجة الشرك بالله تعالى او على الاقل سيحدد ولاءات او براءات لا اساس شرعي لها.
ولذلك كان الموقف الديني دوما هو معرفة الحق من خلال الحق وليس من خلال الرجال او واجهاتهم مهما بلغ شانهم، فلا معصوم في البين، ونحن حينما نتحدث عن ضرورة الاهتداء بالمرجعية الهادية فليس الا لانها ممثلة صادقة لهذا الحق، اما غير المرجعية فلهم من الحق نصيبهم مما يتبعوه، ولا حق لديهم فيما خالفوه، وبالتالي يمكن ان ياتي الخلل الذي يوجب البراءة من اقرب الناس اليك، وقد ياتي الصالح الذي يوجب الولاء من ابعد الناس عنك، ولربما ابغضهم اليك.
ومن يتصور ان الزعامة تعطي للانسان حقا متميزا على الاخرين متوهم تماما، فالزعامة انما تكون بمقدار تمثلها للحق وانصياعها له ومخالفتها للباطل من اي كان، صديقاً كان او عدواً، قريباً كان او بعيداً، حليفاً كان او رقيباً، فالحق اولى ان يتبع، والباطل اولى ان يبتعد عنه، وهذه هي العقيدة والمسلكية التي ادين بها الى الله واهل بيت النبي صلوات الله عليه وعليهم اجمعين.
وللحديث تتمة
https://telegram.me/buratha