قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
شهر نيسان؛ واحد من الشهور المفصلية في حياة العراقيين، وكي نستعرض دفتر هذا الشهر، نحتاج الى إجترار آلامنا، برغم أن إجترار الألم، ينكأ جروحا نريدها أن لا تنكأ!
في هذا الشهر؛ نتذكر قيام البعث في السابع من نيسان، كيوم سود صفحة التاريخ عام 1947؛ بقيء عفلق والحوراني، ونتذكر أيضا حطام البعث في التاسع منه عام 2003، حيث حرثت سرف الدبابات الأمريكية، في عام 2003 أرضنا طولا وعرضا، بخطوط كان من نتاجها؛ عملية سياسية عرجاء، أفرزت لنا قوى سياسية قسمت شعبنا طرائق قددا، بعد أن أنقسمت على نفسها، في متوالية أميبية، والدليل برلماننا المريض!
نعيش ايضا في نيسان؛ ذكريات لفواجع أرتكبها نظام القهر الصدامي، ضد شريحة أصيلة من أبناء شعبنا، ففي نيسان من عام 1980 شنت عصابات البعث، أوسع عملية دهم وتفتيش، في مدن وقصبات وسط وجنوب العراق، وأقتلعت أشجار السنديان الفيلية السامقة من جذورها، لترمى هشيما خارج بستان العراق، وليزرع بدلها الشوك والعاقول الهمجي.
في الرابع من هذا الشهر الأسود، في تلك السنة المسؤومة،، باشرت قطعان البعث؛ بعملية تهجير الكورد الفيليين، ورميهم إلى المصيرالمجهول، وجرى تسفير (120) الف عائلة من الكرد الفيليين؛ بناقلات "الأيفا" العسكرية، نساءا ورجالا، أطفالا وبنات وشيوخ وعجائز، صودرت أملاكهم، نهبت بيوتهم، حتى ثيابهم نزعت..وقبلها عزل الشباب وسيقوا إلى أماكن مجهولة، ليختفي أثرهم إلى يومنا هذا، كانوا عشرات الآلاف لم ينج منهم أحد.
هي قصة يريد بعضنا أن يطويها النسيان، لأن أبطالها المجرمين مازالوا بيننا، بعضهم غير جلده، وبات ضمن آلة الوضع الجديد، تحت عنوان الشراكة بالعملية السياسية، بعضهم الآخر مازال يردد أهازيج العنصرية والشوفينية البغيضة، بعضهم الآخر ينتقد الماضي بحياء وصوت خافت..بعضهم الرابع يقظم أظافره بلا صوت.
بعد كل هذا الزمن؛ الذي مر على غياب جاري الحبيب"عباس علي قره لوسي"، هذا الشيخ الشيعي الفيلي، الذي أقتلع ليلة 4/4/1980، ما زلنا نبحث عن رفات عشرات آلاف الشبان الفيليين.
ونحن نحك أدمغتنا ألما؛ حري بنا أن ندين الماضي بقوة، أن نتخلى عنه، أن نرفضه ونرفض آثاره، أن نعيد للباقين الناجين بعضا من حقوقهم، أن نكرمهم على صبرهم، أن نعترف بأنهم مظلومين، وأن نعتذر لهم عما أقترفه عراقيون مثلهم بحقهم؛ لعل في الأعتذار يستقيم الميزان.
كلام قبل السلام: الذين ظاموهم مازالوا بيننا، بعضهم في العملية السياسية، بعضهم ضباط في الجيش والأجهزة الأمنية..!
سلام...
https://telegram.me/buratha