المقالات

خلافات سياسية .. وشعب على قيد الموت؟!/ سيف أكثم المظفر

3007 2016-05-13

سيف أكثم المظفر
أشلاء ترقد فوق أسلاك الكهرباء، أطفال يستنشقون بارود الدم، مخلوط برائحة الموت، أمرأة تهرول نحوا النار، جسد تلون بلون الدم، بائع صغير للفرح؛ يشتري أنفجار كبير، بثمن روحه الطاهرة، ليغطي جراح الوطن، تكالبت عليه الذئاب، فساد وتجار أرواح ورقص على جراح، آه وألف آه، من ساكني الخضراء، صبات وجند وحرس، تحمي سيادتكم العفنة، والشعب ينصب خيمة حزن ويستقبل المعزين.
إعتدنا الموت، فأصبح سهل مستسهل، كلما تقاذفتم بقناني الماء، تتقاذف أشلاءنا إلى السماء، وما إن تعالت بينكم الأصوات، تنفجر آذاننا بدوي المفخخات، تختلفون على المناصب، نحن نتمزق بالشوارع، سياسينا ألسنتكم صواعق، تزرع الحقد بارود، في جوف الظلام، لينبت مفخخة جاهزة، لزيادة أرقام الأرامل والأيتام.
إنعدام التوافق بين السياسيين، سيزيد المشهد تعقيدا، وينذر بتدهور أمني وسياسي واقتصادي خطير جداً، يعطي جو مثالي للجماعات المسلحة الإرهابية والخلايا النائمة، من تنفيذ المزيد من الاختراقات، لضرب مناطق شعبية وغير محصنة، يذهب ضحيتها مئات الأرواح.
مازال الحوار هو الحل الأمثل، للخروج من الوضع السياسي المزري، وخلق جو سياسي توافقي، ينظم الأفكار وينسج الرؤى، لمشروع عراقي حقيقي، قابل للتطبيق، يضمن حقوق جميع المكونات، تحت خيمة العراق، تكون نواة حقيقية، لولادة حكومة وطنية، بعيدا عن المحاصصة الحزبية، تعطي رئيس الحكومة دور، في قيادة مجلس الوزراء، بفعالية واضحة تضمن تقديم الخدمات للمواطنين، وتحمل البلد إلى بر الأمان.. تبقى الطاولة المستديرة هي الحل الأمثل لكل المشاكل، مهما تفاقمت وتطورت، نناشدكم بما تبقى من ضميركم، أو ذرة شرف عندكم، أبتعدوا عن مصالحكم الشخصية، يا مصاصي دماء الشعب، ستنتفخ جثثكم عن قريب، وستتلاشى أسمائكم مع الريح.. أرجعوا إلى رشدكم، واركنوا إلى العقل والحوار، وأرسوا قواعد التفاهم والنقاش، لنجني أمن مدننا، ولنحيا  بعيدا عن الموت؛ القادم من أروقة خلافاتكم وتناحركم وتراشقكم، اليوم نحن على مفترق طرق خطير، أما مزيد من الدمار والخراب والقتل والدماء، أو توحيد الصفوف، وكشف الفاسدين وتشخيص المفسدين ومعاقبة المقصرين، وإرجاع الأموال المسلوبة والدولارات المنهوبة.
رسالة مع تساؤل: ثلاثة عشر سنة والأمن مفقود! وآلاف رجال ورتب من الداخلية والدفاع والاستخبارات والأمن الوطني، تقف عاجزة عن توفير أمن العاصمة ومناطقها؟! متى تعاقب القيادات الفاشلة؟ متى يستقيل قائد يؤنبه ضميره؟ متى يبكي رئيس الوزراء على أبناء شعبه وهو يراهم يمزقون؟ متى يقدم أعتذاره للشعب ويعترف بتقصيره وعدم قدرته على الاستمرار بالمنصب؟ أين ملاين الدولارات التي صرفت على الأجهزة الكاشفة المزيفة؟ أين المحاكم والقضاة التي تعاقب الفاسدين؟ أين دور القضاء في محاسبة أصحاب العقود الوهمية؟ أين رئيس لجنة الأمن والدفاع؟ أين قائد عمليات بغداد؟ متى يستشعر المواطن العراقي أنه على قيد الموت؟! وقد يأس الحياة في وطن سلبه الأعزة والأشقاء والأحباب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك