قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
أنا عراقي سومري جنوبي "معيدي" أصيل، يصعب علي أن أخاطب أحدا بـ"سيدي"، ولكني سأستخدمها "تقية" لأنني شيعي، ولأن "التقية" مذهبي؛ وحتى لا أحال الى محكمة النظر بقضايا النشر، ولذلك أقتضى التنويه..!
كنت تعرف يا سيدي؛ انك لحظة أستودعت أمانة قيادة حكومة العراق، أن هذا الحمل ثقيل جدا، ليس لأن أحمالنا ثقيلة أساسا فحسب، بل لأن الذي سبقك، وهو رجل حزبك الأول، قد زاد الحمل أحمالا، بما سقاه ورعاه من مشكلات، تنوء بحملها الجبال، فكيف بك وأنت الحل الوسط، الذي جيء به من قبل رؤساء الكتل السياسية، كي يكون عجينة طيعة بين أيديهم!
كنت تعرف يا سيدي؛ أن وضعك هو هذا الذي وصفناه آنفا، وإلا ما آلت لك قط!
كنت يا سيدي؛ قد تفاهمت مع حلفائك؛ الذين دعموك وكانوا خلفك ليلة الهرير، أن مفتاح المرحلة التي أُريد لك أن تقودها هو الإصلاح، و كنت تعرف؛ أن الدولة قد نخرها حزبك بفساده، وبهيمنته على كل مفاصلها، وقد حصلت على دعم يحلم به أي حاكم، فقد سلمتك المرجعية الدينية، وبشكل علني "يد من حديد"، وقالت لك خذها أضرب بها، ولكنك طوحت باليد الضاربة بعيدا وتمسكت بالفاسدين.
لقد عززت يا سيدي؛ مواقع الفاسدين بمزيد من رجالات حزبك، وكان حزبك مقدما على المرجعية وما تقول، وعلى الشعب وما يريد!
كنت تسمع يا سيدي؛ إحتجاجات المرجعية، وكنت على إ طلاع تفصيلي على خطاباتها، فمن المؤكد أن عناصر مكتبك، كانوا يقدمون لك على الأقل ظهيرة كل جمعة؛ ملخصات لما كانت المرجعية تقوله، ومن المؤكد أنك سمعتها تقول: "لقد بُح صوتنا"، ولكنك أعطيت أذنا من طين، وأخرى من عجين، ولم تفعل شيئا، لأنك كنت في واد آخر، فقك أتخذت فريقا إستشاريا غريبا، أشار عليك به من أشار، فكان هذا الفريق بديلا لك عن المرجعية.
لا نشك هنا يا سيدي، أن هما كبيرا قد أُزيح عن صدرك، حينما اعلنت المرجعية الدينية، عن توقفها بتناول الشأن السياسي، بسبب عدم إستجابة ذوي الشأن، الذين يقف جنابكم الكريم على رأسهم، لتوجيهاتها ومطالبها، التي هي مطالب الشعب ورغباته المشروعة؛ وأن ذلك اليوم كان يوم سعد لفريقك الأستشاري العلماني، الذي أشار عليك به من أشار!
على مدى سنتين يا سيدي؛ كنت ومعك فريقك الإستشاري السري، تتحدثون عن الإصلاح وحُزمه، ولكنك يا سيدي كنت خلال هذه السنتين أيضا، تدفع بالبلاد الى حواف الأزمة، فقد كانت هي الوسيلة الوحيدة بيدك، كي تتحرر من مشاعر ليلة الهرير المؤلمة!
لا غرو ياسيدي أن السيد احمد الصافي، ممثل المرجعية الدينية، كان يعنيك في الجمعة الفائتة، حينما أبدى أسفه، من عدم جدوى الحديث، مع من صمّ أذانه عن الاستماع لصوت النصيحة، مشتكيا الى الله منهم بذلك، وإذا كان لديك شك؛ إذهب وإسأله مباشرة!
كلام قبل السلام: سيدي؛ أذهب صباح الغد؛ الى الذي "بُح" صوته، وأستسمحه مقدما ورقة بيضاء، وأطلب منه أن يكتب عليها ما يشاء، حتى لو كتب أن تذهب الى بيتك، ولربما هذا هو الحل الوحيد، لأزمة صنعتها أنت ومن أشار عليك بما أشار!
سلام..
https://telegram.me/buratha