المقالات

اعلامنا محنتنا | عمار جبار الكعبي

2961 2016-05-21

عمار جبار الكعبي 
للدكتور الوائلي ( رحمه الله ) مقولة خالدة تقول ( ان اغلب ردود الأفعال هي ردود طبعية وليست طبيعية ، لان الانسان تسيره ميوله النفسية اكثر من مدركاته العقلية ) . 
تبني شخصية الفرد الكثير من المؤسسات ، كالعائلة ، والمدرسة ، والجامعة ، وغيرها من المؤسسات التي ينخرط فيها الفرد ، ولكن منذ عدة عقود اختلف الامر ، بعد ظهور التلفاز ، وتطور الاعلام ، اختلفت آلية بناء شخصية الفرد ، حيث اصبحت نسبة ٧٠ ٪ من شخصيته تبنى عن طريق وسائل الاعلام ، وهذا من الخطورة مما يفرض ان لا تترك هذه الوسائل بيد المخربين واصحاب الاجندات يتحكمون بها كيفما شاءوا ، حيث يعتبر الامر في جميع دول العالم من صميم الأمن القومي ، والسيطرة او وضع محددات وأطر تؤطر العمل الإعلامي وسيلة لا مفر منها لحفظ أمن وثقافة ودين المجتمع من الانجرار خلف المنحرفين 
ان الانسان لا يثور عندما يظلم ، وانما يثور عندما يشعر بالظلم ، قالها الوردي منذ عقود ، ونراها اليوم شاخصة أمامنا ، من خلال تركيز الاعلام على مفردة المظلومية ، كحق يراد به باطل ، لا يمكن نكران هذه المظلومية بأي شكل من الأشكال ، ولكن كذلك وفي نفس الوقت لا يمكن استخدام هذه المظلومية كحجة في تدمير الدولة ، وسلب ممتلكاتها ، وتهديد ارواح مواطنيها ، والتهجم على كل ما هو مقدس بنظر المواطنين ، فالمظلومية ووسائل رفعها شيء ، وتهديد أمن وسلامة الوطن شيء اخر ، وليس هنالك اي مبرر يبرر ما يحدث او ما يخطط له 
الاصلاح الحكومي بات وهماً في عقول الناس ، او كما صورته وسائل الاعلام ، بينما هو لا يحتاج الا الى مجموعة خطوات يتفق عليها الفرقاء ، وتقديم مصلحة البلد كما هو مفترض ، بينما اصبح الاعلام احد اكبر العوائق التي تواجه العملية الإصلاحية في العراق ، فكل خطوة تشوه ، ويتم تضليل الناس عن طريق الفبركة ، والإشاعات ، واختلاق احداث ليس لها وجود ، وبث السموم في عقول العامة ذات القدرة التحليلية البسيطة ، وتوجيه تحركات الجماهير لوجهات لا تمت للإصلاح بأي صلة ، وباتت الجماهير سلبية ، وتطبعت السلبية في عقول الناس ، وبات الحكم على الأمور طبعياً ولا يمت للعقلانية او التفكير العقلائي لا من بعيد ولا من قريب 
اي اصلاح لا يضع على رأس قائمته اصلاح الاعلام هو غير واقعي ، ولا يراعي الواقع ، ولا يملك رؤية اصلاحية واقعية وعميقة ، حيث من ابجديات اي عملية اصلاحية هو ازالة عوائقها او تفاديها ، اما التغاضي عنها فهو يعتبر التفاف على الاصلاح لانه سيكون مشوه بفعل الاعلام المزيف الذي يتلاعب بعقول وعواطف الجماهير ، مما يجعلها رافضة لأي تحرك حكومي ، كونه يعاني من تباين بين التحرك الحكومي الفعلي ، وبين ما يصل الى الجماهير من خلال وسائل الاعلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك