المقالات

اعلامنا محنتنا | عمار جبار الكعبي

2830 19:35:45 2016-05-21

عمار جبار الكعبي 
للدكتور الوائلي ( رحمه الله ) مقولة خالدة تقول ( ان اغلب ردود الأفعال هي ردود طبعية وليست طبيعية ، لان الانسان تسيره ميوله النفسية اكثر من مدركاته العقلية ) . 
تبني شخصية الفرد الكثير من المؤسسات ، كالعائلة ، والمدرسة ، والجامعة ، وغيرها من المؤسسات التي ينخرط فيها الفرد ، ولكن منذ عدة عقود اختلف الامر ، بعد ظهور التلفاز ، وتطور الاعلام ، اختلفت آلية بناء شخصية الفرد ، حيث اصبحت نسبة ٧٠ ٪ من شخصيته تبنى عن طريق وسائل الاعلام ، وهذا من الخطورة مما يفرض ان لا تترك هذه الوسائل بيد المخربين واصحاب الاجندات يتحكمون بها كيفما شاءوا ، حيث يعتبر الامر في جميع دول العالم من صميم الأمن القومي ، والسيطرة او وضع محددات وأطر تؤطر العمل الإعلامي وسيلة لا مفر منها لحفظ أمن وثقافة ودين المجتمع من الانجرار خلف المنحرفين 
ان الانسان لا يثور عندما يظلم ، وانما يثور عندما يشعر بالظلم ، قالها الوردي منذ عقود ، ونراها اليوم شاخصة أمامنا ، من خلال تركيز الاعلام على مفردة المظلومية ، كحق يراد به باطل ، لا يمكن نكران هذه المظلومية بأي شكل من الأشكال ، ولكن كذلك وفي نفس الوقت لا يمكن استخدام هذه المظلومية كحجة في تدمير الدولة ، وسلب ممتلكاتها ، وتهديد ارواح مواطنيها ، والتهجم على كل ما هو مقدس بنظر المواطنين ، فالمظلومية ووسائل رفعها شيء ، وتهديد أمن وسلامة الوطن شيء اخر ، وليس هنالك اي مبرر يبرر ما يحدث او ما يخطط له 
الاصلاح الحكومي بات وهماً في عقول الناس ، او كما صورته وسائل الاعلام ، بينما هو لا يحتاج الا الى مجموعة خطوات يتفق عليها الفرقاء ، وتقديم مصلحة البلد كما هو مفترض ، بينما اصبح الاعلام احد اكبر العوائق التي تواجه العملية الإصلاحية في العراق ، فكل خطوة تشوه ، ويتم تضليل الناس عن طريق الفبركة ، والإشاعات ، واختلاق احداث ليس لها وجود ، وبث السموم في عقول العامة ذات القدرة التحليلية البسيطة ، وتوجيه تحركات الجماهير لوجهات لا تمت للإصلاح بأي صلة ، وباتت الجماهير سلبية ، وتطبعت السلبية في عقول الناس ، وبات الحكم على الأمور طبعياً ولا يمت للعقلانية او التفكير العقلائي لا من بعيد ولا من قريب 
اي اصلاح لا يضع على رأس قائمته اصلاح الاعلام هو غير واقعي ، ولا يراعي الواقع ، ولا يملك رؤية اصلاحية واقعية وعميقة ، حيث من ابجديات اي عملية اصلاحية هو ازالة عوائقها او تفاديها ، اما التغاضي عنها فهو يعتبر التفاف على الاصلاح لانه سيكون مشوه بفعل الاعلام المزيف الذي يتلاعب بعقول وعواطف الجماهير ، مما يجعلها رافضة لأي تحرك حكومي ، كونه يعاني من تباين بين التحرك الحكومي الفعلي ، وبين ما يصل الى الجماهير من خلال وسائل الاعلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك