المقالات

مفهوم الـ (Critical point) بالسياسة العراقية..!/ قاسم العجرش

1964 07:02:52 2016-05-29

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

سنستفيد من الرياضيات؛ في تقديم نموذج للتفكير في قضية سياسية، وستذهب بنا ذاكرتنا المعرفية الى الدوال الرياضية، ونصل الى مفهوم الـ (Critical point)، أو (النقطة الحرجة) باللغة العربية،  وسنجد أن الـ (Critical point)، للدالة المعرفة على الفترة المفتوحة: هي النقطة التي تكون عندها الدالة غير قابلة للاشتقاق، أي (لا توجد مشتقة)، أو أن المشتقة عندها تساوي صفرا (تنعدم المشتقة).

هذه المقدمة ضرورية، للتوصل الى أن ثمة مسلمات لا يمكن القفز عليها، أو عدم أخذها في حسابات العقلاء، أو المنطقيين من اصحاب القرار

من بين هذه المسلمات؛ أنه كلما إزداد عدد الشركاء في إتخاذ القرار، تزداد صعوبات إتخاذه، وأن هناك نقطة حرجة (Critical point)، تمثل الحد الحرج للعدد المشارك في إتخاذ القرار، إذا تم تجاوزه؛ فإن القرار أما يخرج مائعا ضعيف القوام، أو ينطوي على إختلالات تجعل تطبيقه مستحيلا، وفي حالات كثيرة لا يمكن أتخاذ أي قرار!

أول أسباب صعوبات إتخاذ القرار أو إستحالة ذلك، هو أنه يتعين على من يطرح فكرة ما، أن يقوم بالتواصل مع عدد كبير من الشركاء، وهذا طبعا يتطلب وقتا؛ تتخلله أحاديث ومباحثات وإستطلاعات، وإستمزاج أراء، تُميع بالنهاية الفكرة، وفي أحيان كثيرة تحبطها.

ثانيها هو أنه يتعين على من لديه فكرة قرار ما، أن يلبي طموحات ورغائب ومطالب الشركاء، وأن يقدم أثمانا باهضة للوصول الى القرار، وحينما يجد أن الوصول الى القرار بات مكلفا، فإنه سيتخلى عنه، وبذلك ينعدم إتخاذ القرار، وهو ما أشرنا اليه في النموذج الرياضي الآنف.

تجربتنا في تشكيل عدد كبير من المجالس التمثيلية، إن في مجلس النواب أو في مجالس المحافظات، أو مجلس الوزراء، أو في مجالس الهيئات والمفوضيات المستقلة، أنطوت على ترهل كبير في إعداد أعضاء تلك التشكيلات، وهو ترهل تجاوز الحد الحرج، ولذلك فإن إتخاذ القرار على مختلف الصُعُد، بات صعبا أو مستحيلا في أحيان كثيرة.

إن نسبة التمثيل 1: 100000 متدنية جدا، ويتعين أن تزيد الى مستويات أعلى، مثلا كل 250000 أو أقل أو أكثر؛ يمثلهم عضو واحد، لتكون النتيجة خفضا لأعداد الأعضاء، كي يسهل إتخاذ القرار، وبما يخفف الأعباء الأدارية؛ ويؤطرها بأطر معقولة، بدلا من التسيب الكبير الناتج عن ضخامة أعداد الأعضاء.

إن خفض أعداد من أشرنا اليهم، يمكن أن يعالج الإستنزاف المالي، الذي تشكله رواتب ومخصصات، ونفقات إدارة وتشغيل وخدمة وإمتيازات، وتقاعد هذا الكم الهائل من الأعضاء، وهو كما هو معروف إستنزاف فاق المعقول والمقبول، وجعل المواطنين يرون أن ديمقراطيتنا ذات كلفة مالية عالية، لا سيما وأن كثير من الأعضاء ليسوا منتجين، أو فاعلين على أقل تقدير.

كلام قبل السلام: إن عدم تجاوز الـ (Critical point)، سيُرشِد العملية الديمقراطية الى مستويات منطقية، تجعلها عملية خادمة لا مخدومة، وقابلة للتفاعل، وتحد من مستويات الخلافات والأستقطابات السياسية، التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك