قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
لن يمض وقت طويل؛ إلا وتحصل تغيرات كبرى في وطننا، أو فيما يؤثر عليه، فقد بدأت عجلة التغيير بالدوران، رضينا أم لم نرض، قبل الساسة أو لم يقبلوا، ومن المؤكد أن لعبة كثير من الساسة قد أنتهت، أو هي على وشك أن تنتهي..فلماذا يجب أن يحصل التغيير عندنا؟ وهل حقا أن التغيير فقط مطلب شعبي، أم أنه تلبية لإشتراطات خارجية أيضا؟!
"ترامب" نفسه يعرف أنه لن يكون رئيسا لأمريكا، ولكنه ماض في لعبة الأنتخابات الأمريكية، فأمريكا السرية التي أختارت أوباما، كأول رئيس أسود في تاريخها، لولايتين رئاسيتين، حيث تربع على مكتب الرئاسة البيضاوي، رئيس جديد كل علاقته بأمريكا، أنه ولد "فيها" لأبوين ليسا أمريكيين أصلا! بعدما ستة عشر عاما من حكم "آل بوش"..قررت ان تختار هذه المرة" هيلاري كلينتون" كأول "مرأة" تترأس الولايات المتحدة الأمريكية.
في السياسة الأمريكية المبنية على قاعدتين رئيسيتن، هما التجريب والتغيير، ثمة مباديء ثابتة لا تحيد عنها قط، سنها الآباء المؤسسون الأوائل دون أن يكتبوها، ولكنها غدت مرتكزات أساسية لا يمكن الحيد عنها، ومنها فيما يتعلق بولاية الرئيس والتجديد له.
الأمريكان الذين ليسوا في وارد ولاية ثالثة وفقا للدستور الأمركي، قد جددوا ولاية ثانية لمعظم رؤسائهم، لأن "أمريكا السرية"، صممت الفترة الأولى "للرئيس"، ينفذ فيها أهداف أنتخابية مرحلية، والثانية "لأمريكا"؛ تحقق فيها أهدافها الأستراتيجية البعيدة، وهذا ديدن السياسة الأمريكية منذ أمد بعيد!
أوباما؛ رئيس الدولة التي "ترعى" كثير من ساسة العراق، لم يشذ عن هذه القاعدة قطعا، فبعدما ترك العراق يتخبط في السنوات الأربع من ولايته الأولى، منشغلا بتحقيق أهداف برنامجه الأنتخابي، الذي أهله لولاية ثانية، عمل وبقوة خلال سنوات ولايته الثانية، على تحقيق أهداف بلاده في العراق.
من بين أهم تلك الأهداف؛ هو أن لا يغادر سدة الرئاسة نهاية هذا العام، إلا وهو "مطمئن"تماما، على أن من يقودون العراق، يجب أن يكونوا منسجمين مع أهداف بلاده، لا سيما أن الرئيسة القادمة لأمريكا، تنمتمي الى حزب أوباما نفسه.
أمريكا التي تؤمن بالتجريب والتغيير، وبعقليتها الهوليودية، وجدت أن "طاقم" الحكم العراقي، ليس منسجما تماما مع أهدافها، وأن تغييره أمر حتمي، وان التغييرات يجب أن تتم قبل نهاية هذا العام بشكل مؤكد، ولذلك فإن التغيير عندنا ستكتمل ملامحه، على مشارف الأنتخابات الأمريكية!
لأن التغييرات المرتقبة تحتاج الى أطر دستورية وقانونية، ولأن هذا محال في ظل أوضاعنا السياسية الراهنة، فإن التغييرات ستحصل خارج إطار القانون والدستور، وسندخل في فوضى سياسية أكثر مما نحن فيه؛ وسترون الجحيم!
كلام قبل السلام: يقول كلود برنارد '' التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نمتلكها، لنطلع على طبيعة الأشياء التي هي خارجة عنا''..!
سلام..
https://telegram.me/buratha