قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
جائت معارك التحرير ومنها معركة تحرير الفلوجة، التي كحل بها المجاهدين، من أبناء قواتنا المسلحة والحشد الشعبي، عيون العراقيين بإنتصاراتهم المدهشة، بنتائج عرضية إيجابية، ربما وفي واحدة من قراءات الوضع السياسي العراقي، كانت هي أحد أهداف تلك المعارك الظافرة، وربما ايضا كانت هي الهدف الرئيس؛ لبعض القيادات السياسية المريضة.
لقد تسببت تلك المعارك، بخفوت نيران الأزمة السياسية المعقدة، التي يعيشها بلدنا، منذ ورطة الإصلاح المزعوم، الذي لم نفهم من أولياته ومعطياته شيئا، ولكنه خفوت يخفي تحته جمرا متقدا، ومن المؤكد أنه ما أن تهدأ مدافع المعارك، حتى تستعر نيران الأزمة السياسية مجددا!
فما العمل؟! وكيف السبيل الى حل؟! وهل ثمة حل أساسا؟!
كلما مضى وقت على الأزمة السياسية الراهنة، تترسخ قناعات العقلاء؛ بأن حلها يكمن في إتجاهين لا ثالث لهما، ولكنهما يسيران جنبا الى جنب.
الأول هو بأن حدا أدنى من الأتفاق مطلوب، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الأتفاق بين جميع الفرقاء، لأن تعارض الرغبات والمصالح، وتصادمهما مع بعضها بعض، يجعل إتفاقا جماعيا ضربا من الخيال.
الثاني بأشاعة ثقافة الإتفاق؛ على حد مقبول ومتوازن، ما يعيد الأمل ببناء دولة مؤسسات، تستند الى القانون، وتعمل بلا كلل على الإنماء المتوازن، والعدالة الاجتماعية، وعلى توزيع عادل للثروة وللخدمات، وإشراك فعلي للجماعات في تقرير شؤونها، وبما يؤمن تنظيم علاقة المواطن مع الدولة، وفقا لعقد اجتماعي، هو عقد المواطنة وسيادة الدولة، بدلا من دولة رسائل الـ "S.M.S" الراهنة!
الحل يكمن في الإنماء المتوازن، حيث يمكن إزالة للشعور بالحرمان، الذي عاشه شعبنا لعقود طويلة من الزمن.
إن ذلك فقط؛ من شأنه أن يوفر قواعد للبناء السلمي الديموقراطي للمؤسسات، ويؤدي بالنتيجة الى تقرير سياسات اقتصادية وأجتماعية سليمة؛ وهذا بالضبط ما تعمل على وأده قوى الردة والظلام، والراضعون من قيح البعث الصدامي، الذين أندسوا في صفوف المطالبين بالإصلاح والتغيير، وشوهوا صورة كان يمكن أن يحفظها التاريخ في أرشيفه، لشعب يعشق الحق والحرية والعدالة، ويرفض الفساد والفاسدين.
كنتيجة عرضية ثانية لإنتصارات التحرير، ومنها تحرير الفلوجة، أن ثمة فرصة رائعة اليوم لأن تصحح الإحتجاجات مسيرتها، وتعيد ترتيب صفوفها، وتحدث ادواتها وأساليبها، حتى لا يتسلل أليها من يأد أهدافها!
كلام قبل السلام: قد لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، لكن ربما كان مفيدا لنا أن نعرف على الأقل أين نقف الآن؟!
سلام..
https://telegram.me/buratha