المقالات

الوهابية تحاور عُقلاء الشيعة!

3578 14:02:41 2016-06-20


لا شكَ؛ إننا جميعاً نعلم إن الوهابية لا تعترف بالشيعة، لا بمذهبهم ولا عقائدهم، وتشكك أيضاً بجذورهم، ولا شكَ أيضاً؛ إن دين المملكة دين وهابي يختلف عن تعاليم السُنة النبوية، فهو أقرب إلى التشدد منه للعقل، وهذا ما جعلنا طويلاً نخسر فرص التقارب السُني-الشيعي.

ولأننا لم نكن نعترف بهم، وبوجودهم ومساحاتهم، غابَ عنا وجود عقلاء من بينهم، والحقيقة؛ أني أراهم جميعاً عُقلاء، فأنا في خانة الجنون حالياً، فالتكفير والقذف بالبدع والضلالة، وصل إلى طريقة شرب الماء وتناول الطعام، وهذا ما لم أقرأه في صحيح الشيخين!

لكن لماذا الآن؟ هذا هو السؤال الأهم، الذي نجد إجابته للأسف في أروقة السياسة لا في مبادئ العقائد، وهو ما يعطيني الضوء الأخضر لأتأكد؛ إن الوهابية كانت ولا تزال، دين سياسي لا أكثر، استخدمها حكامنا لفرض السيطرة على الشعب، فالأحكام السياسية أصبحت شرعية، والعكس صحيح، معَ تلويث السيرة النبوية باحاديثٍ دخيلة؛ أهمها؛ تحريم الخروج على الحاكم الظالم.

وهنا؛ نجد إن النظام تحسس الخطر الحقيقي في مواجهة الشيعة، فهو خسَرَ معركته "بواسطة داعش" في العراق، وأيضاً يخسر في سوريا، كما أنهُ خسر المواجهة الدبلوماسية معَ إيران في الملف النووي، واليوم بات الشيعة رقماً صعباً في الشرق الأوسط الجديد.

إذن هل تحاول المملكة تقسيم المعسكر الشيعي؟

لدينا حول هذه الفرضية إثباتات إدانة لأنفسنا؛ فنحنُ حاولنا مراراً عزل شيعة الدول العربية عن إيران وفشلنا، فقط لإن الغاية والوسيلة كانتا تقطران حماقة! فالتقسيم العقائدي صعبٌ جداً، خصوصاً وإن إيران دعمت البلدان العربية بحسن نية، أما نحنُ فدعمناهم بالقاعدة وداعش والجهاديين، وسلطنا بالبترول السعودي حكاماً فجرة على رقابهم، هل ما زلنا نفكر بعقلانية!

لو خرج علينا الملك بمثل هذا التصريح "لكنه معاكس"، قبل عشرات السنين، لكنا اليوم نعيش في عالم إسلامي قوي ورصين! أليس الأولى إنهُ يقول: سنحاور الشيعة بِعقلاء السُنة!

للأسف؛ خسرنا عُقلاءنا بكثرة الجهلة الوهابية، فقدنا بريق التسامح، وروعة تحكيم العقل، أمام خرافات "دينية" خدمت السياسة، فأصبحت فتوانا سياسية بإمتياز، بينما بقيت العقائد الشيعية تُصقل وتخضع لتقييم دوري، نتج عنهُ إقامة دولة كبيرة اسمها العراق، ووجود مؤثر في سوريا ولبنان، ودولة عظمى اسمها إيران، ولا نزال نحن نفكر، هل نحاورهم أم لا؟

لقد أثبتت التجارب؛ ان قرارات مثل هذه لا تأتي صدفة، كما لا تأتي أبداً بمحض إرادة النظام، بل دائما كنا نُجبر عليها كواقع مفروض علينا، نحاور الشيعة لنتقاسم اليمن، الذي ضيعناه بمدرعاتنا، ونحاورهم كي نخلق طريقاً لنا في سوريا والعراق، هناك حيثُ خسر "داعشنا"، ونحاورهم لإن إيران الجارة أصبحت قوية بمقدار أن لا يسعنا تجاهلها!

ما لم نبدل عقولنا في محلات التصليح الميكانيكي، ما لم نشتر أفكاراً غيرَ أفكار الشيخ عبد الوهاب، ما لم نزرع بدل الأحقاد.. عقلاً، سنبقى نحن من بحاجة الى العُقلاء، نحتاج عقلاء يحاورون العقلاء، لإنهم عُقلاء رغم أنوف تخلفنا.

 

الكاتب السعودي: عبد الحليم مناع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك