المقالات

لماذا لا تنشأ داعش في المذهب الشيعي ..؟


 وليد كريم الناصري

تتفق أغلبية المذاهب، على أن "داعش" مسمى إسلامي، خُلق لتحطيم الإنسانية، ولكن الشيء الغريب، والسؤال الذي لابد من إجابته، لماذا ينشأ مكون الشر هذا بحواضن المذهب السني؟ في الوقت الذي توجد طوائف ومذاهب إسلامية متعددة، ويكثر فيها المتشددين أيضا، ومن الملفت للنظر أن التشدد، ينشأ في الطوائف الإخرى، لردة فعل على ما يقوم به المتشددون من المذهب السني، وللحديث شواهد عديدة في المجتمع العراقي، وعلى ساحة الإقتتال الطائفي فيما تلى عام 2003.

عام 61 هجري؛ وعندما تجمهر بنو أمية، لقتل سبط رسول الله الأصغر "الحسين" لم تكن هنالك حجة كافية لقتل ريحانة رسول الله، وبعد إن سألهم "على ماذا تقاتلونني؟ قالو "نقاتلك بغضا منا لأبيك"! وهنا ينشأ التشدد للعشيرة وللأصل والنسب، حيث أن "علي" والد "الحسين" حطم عروش آل "أمية" و "آل أبي سفيان" حتى أدخلهم الإسلام كرهاً، ويرونه الوقت المناسب لينالوا من "محمد" صاحب الدين و "علي" قاتل أجدادهم فقتلوا الحسين على هذا الأساس!

وإذا ما ربطنا الفقرتين أعلاه، نجد إنه عندما أراد "يزيد" تنفيذ مأربه ومصالحه، وجد مجتمع سهل الإختراق بمعجزة المال، وتفعيل دور النزعة والطائفية، مع الجزم أن أغلب من حضر لقتل الحسين، كان قريب العهد والجسد بجده النبي، ولطالما سمع الأحاديث بالحسين، فمن السهل على "أبو بكر البغدادي" أن يخترق ذلك المجتمع مرة أخرى وبسهولة، بعدما مضى على وفاة الرسول أكثر من 1400 سنة، ضاعت خلالها معالم وأحاديث وروايات، تحفظ حقوق الإنسان، ولا تحارب الشيعة بغضاً للحسين وأبيه.

في الموصل وبعد بدىء العمليات العسكرية لتحريرها، أحد أفراد القوى المحررة، يتحين الفرص لإنقاذ عائلة موصلية، بعدما حاصرتهم النيران بالمنزل، ألقى بنفسه على الباب ليكسره، لاذت إمرأة مع أطفالها خلف الباب صارخة، فجلس الجندي يبكي والنار تقترب منه، تعجبت فسألته، قال "وأنا أضرب الباب بقوة، ولذتي بأطفالك خلفه، تذكرت جدتي "الزهراء" كيف عصرها الخليفة الثالث خلف الباب ، وأسقط جنينها، والنار تحرق بيتها، فجالت بخاطري نزعة أن أفعلها لأنتقم، فتذكرت أننا مسلمين، وليس فينا ما يدعوا للجريمة، خاصة وقد أوصانا بكم علمائنا خيراً.

هنا نصل الى قضية مهمة، إذا ما نشأ التشدد في المذهب الشيعي، فأنه سيجد تحريم وتجريم من علماء الشيعة أنفسهم، ما جعل الشيعة أكثر المذاهب الإسلامية التصاق بالإسلام الحقيقي، عكس ما نراه في المذاهب السنية، التي لم تجرم الوهابية، ولا علماءها المنحرفين المتشددين، مثل "إبن تيمية" وغيره، والحقيقة إن السبب يعود، لفتوى عند عامة المذاهب السني، توجب طاعة الخليفة حتى وإن كان ظالماً! وهذا ما جعلها أكثر إستعدادا من سواها، لصناعة جملة من المجموعات الإرهابية، على رأسها داعش ,وجيش النصرة, والجيش الحر , وأحرار الشام, والقاعدة , وطالبان, وغيرها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك