المقالات

قانون الحشد ومستقبل ما بعد داعش


اقرار قانون الحشد الشعبي يعتبر انجاز كبير لمستقبل الدولة العراقية ما بعد داعش الارهابي, ولا شك ان فوائد هذا القانون سوف تشمل عموم الوطن وتهيئ الارضية لسيادة القانون فيه. 
لاشك ان تثمين دور المجاهدين في الحشد الشعبي وشهدائهم هو واجب قانوني واخلاقي, يفرضه احساس المواطنة والانتماء لهذا البلد, ولابد ان ينال اولئك الابطال ما يناله اقرانهم في القوات المسلحة الاخرى, ولكن المسألة لا تقف عند تثمين الجهود بل هناك ضمائم اخرى يمكن تلمسها في تشريع هذا القانون. 
ندعي ان هذا القانون ضمانة لمستقبل الدولة العراقية, وبالتالي فأن اي مواطن مهما كان انتمائه الطائفي معني بتشجيع او تشريع القوانين التي تحقق هذا الهدف, ولدعم هذا الادعاء لابد من التذكير ان اشد الامور خطرا على مستقبل الدول هو تعدد الجهات التي تحمل السلاح خصوصا اذا كانت ولاءاتها متعددة, فأن نتيجة ذلك تحول اي خلاف سياسي الى اقتتال يطيح بالدولة ومقدراتها واستمرار لحالة الفوضى التي تريدها كثير من الدول الاقليمة.
اذا اردنا الصراحة ونحن على اعتاب مرحلة جديدة بعد ان يطهر البواسل ارض العراق من رجس داعش؛ لابد ان نطرح هذا السؤال هل في بقاء الحشد الشعبي من دون تشريع قانون يجعله مندمج عضويا مع القوات المسلحة الاخرى خطرا على مستقبل الدولة العراقية ما بعد داعش؟! 
قد يجيب البعض بأن الحشد الشعبي اثبت مهنية عالية وولاء للوطن طيلة سنتين ونيف ولم يرى منه سوى الخير والنصر لهذا البلد, وبالتالي فانه مأمون الجانب ولايمكن ان يحدث خرقا في مستقبل الايام, وهذا الكلام على حسن نوايا مطلقيه الا ان بناء مستقبل الامم لايقوم على منظومة اخلاقية بل على قاعدة من الحقوق والواجبات.
ما على الاخوة المعترضين على قانون الحشد الشعبي نقاشه؛ هو مايتلوا تحرير البلاد من سطوة داعش, فربما تجمد فتوى الجهاد المقدس من قبل المرجعية, ويقل ذلك الحماس الذي يجعل المجاهدين يتحملون العوز وحر الحديد من اجل استعادة ارض العراق, ويخفت زخم التشجيع والاسناد الشعبي المنقطع النظير لهم, عندها يلتفت المقاتلون الى انفسهم, ليجدوا انهم كانوا في سكرة الشعارات والحماسة التي تبخرت, وليواجهوا منفردين حاجات عوائلهم وضرورة استمرار حياتهم, في ظل اهمال الدولة لهم, والتنكر لحقوقهم, ونسيان المجتمع لفضلهم, هذا كله من جهة ومن جهة اخرى بقاء السلاح في ايديهم, وكثرة القيادات التي تريد منهم الولاء لها فقط, مستندة في ذلك الى دعم دول ومؤسسات من اجل تنفيذ اجندتها, وعند ذلك الحين سوف يحدث ما لايحمد عقباه فليس فينا معصوم. 
ياتي هذا القانون ليجعل قوى الحشد جميعا بعدتهم القتالية الكبيرة وعددهم-والذي لا يشكل عشر عديد الجيش- في جملة القوات المسلحة, ويحدد قيادة رئيس الوزراء لهم, وبالتالي قدرته على تحريك أفراده بما يفوت الفرصة لنشوء زعامات يمكنها ان تسخدم جزءا منه لفرض اي اجنده لا تخضع لمصلحة البلد عموماً, هذا ما على الاخوة المعترضين من بعض القيادات السنية التفكير به وليس بعض الرواتب او الترهل الذي يمكن علاجه بسياسة اقتصادية ناجحة تجعل من الكثير ترك العسكرية واوامرها الثقيلة والدخول في سوق الاعمال المدنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك