يحاول البعض ايجاد مخارج تاويلية لاحداث واحاديث يرى انها من صلب وصميم الاسلام وعند البحث يتضح اما لا اثر لها او فسد تاويلها وفهمها ، ومشكلتنا الافراط بالتقديس بل اننا نقدس المقدس ونجهل الطريق الى هذا المقدس ونرفض اي اشارة لا من بعيد او قريب تلمح الى ان هنالك خدش بسيط في اسلوب التقديس.
نعم الاسلام عليه ظاهر الانسان وهذا لا اشكال فيه ولكن هذا الظاهر له متعلقات ولان بعض من تصدى لزعامة الاسلام اخذ بالقشور وترك اللب وهذا سبب او اتاح الفرصة لشيوخ الغفلة تبرير كثير من الاعمال الارهابية بل استخدم جملة اولها يناقض اخرها كما هو الخطاب العلمان .
في حديث سابق ولاكثر من مرة يطل علينا شيخ الازهر محمد الطيب بتصريح غريب عن داعش مدعيا انه لا يكفر داعش لكن اعمالهم ليس من الاسلام ، وكذلك شاهدت نفس الخطاب لشيخ شيعي لبناني في برنامج يقدمه طوني خليفة وكان ضمن الضيوف الوهابي وليد اسماعيل الذي انفرجت اساريره وهو يسمع الشيخ الشيعي يرفض تكفير داعش .
عودة للتاريخ والفهم المبتور للاحاديث لدى المسلمين وساستشهد بحديث كله غريب الا انه يعتمده الوهابية وهي ان الرسول محمد (ص) نقلا عن ابي هريرة قائلا وأعطاني نعليه (اي نعلي رسول الله )، قال: اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستقينا بها قلبه فبشره بالجنة.....
ما علاقة النعلين برواية الحديث ؟ ولنترك هذا الامر فالحديث يقول (من قال لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه) ، ماذا يعني الاسيقان ؟ الاستيقانهو الالتزام بما يريده الله منا وهذا الالتزام دليل ايماننا بقول لا اله الا الله ، ومن مستلزمات هذا الايمان عدم التفخيخ والتفجير ولبس الاحزمة الناسفة وتكفير الاخرين ، فمن مهازل الدين والدنيا تصريح شيخ الازهر بان داعش مسلم اقدم على اعمال ليست من الاسلام .
تكملة الحديث هو منع عمر ابا هريرة من تبليغ الحديث خوفا على المسلمين من ان يتكلوا ، ولاننا ناخذ الظاهر فهو تبرير سليم فالناس يتكلون على هذه العبارة ولا يقدمون على الواجب الاهم باعتبار ان قول لا اله الا الله لوحدها تشفع لهم وتدخلهم الجنة وهذا يتيح لهم التصرف كما يحلو لهم من فسق واجرام وفجور .
وعند الشيعة رواية للامام الرضا عليه السلام (من قال لا اله الا الله بشرطها وشروطها وانا من شروطها) ، فقول لا اله الا الله بشرطها وشروطها فاقول لك ايها الشيخ الشيعي اللبناني هل داعش تؤمن بشرطها وشروطها ؟ وهل شرطها تفجير سامراء ونبش قبور الاولياء ؟
الاسلام رائع بمفاهيمه واضح بتعابيره ولكن ماذا نعمل للمتفلسفين المفرطين بتاويلاتهم فحديث ( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ) حديث متفق عليه بالاجماع ، المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ومن لم يسلم من لسانه ويده فهو ليس بمسلم وهذه عبارة صريحة ، نعم حاول بعض المتطرفين الوهابيين بتحريف الحديث ووضع كلمة المسلمين بدلا من الناس وعلى فرض صحة هذا التحريف فهل سلم المسلمين من اجرام داعش ؟
الاسلام لا يقوم بالعبارات الظاهرية فقط فالعبارة ظاهرا يجب ان يصطحبها تصرفات سليمة ظاهرا اما التمسك بالقشور وترك اللب فهذا اسوء من التكفير بل هو الطريق الى التكفير ، وهو السبب المهم في نظرة الغرب الى الاسلام نظرة ارهابية .
https://telegram.me/buratha