قرئنا مصطلح سياسي أطلقه علي شريعتي لمجموعة من الطلاب في حسينية أرشاد , وتعرض المصطلح وقتها لمجموعة من الممارسات التعبوية السياسية التي مارسها زعماء فرس حين تبنوا مذهب أهل البيت {ع} وحاولوا بقصد أو بدون قصد الاستفادة من توجه المجتمع الفارسي نحو المذهب الذي حملوه بعد تركهم مذهب التسنن .. هذه التهمة لازمت القومية الفارسية استخدمها أعداءهم في كل اختلاف سياسي , غاية من يخالف الفرس أساسا الطعن بالمذهب الشيعي , ولكن بأسلوب انه دين الفرس المجوس , والغاية دائما في نفس الشاعر , وهذا يعرفه كل الشيعة ..!
خلال زيارة السيد مقتدى الصدر إلى المملكة العربية السعودية في نهاية شهر تموز عام 2017 , رحبت الأوساط الشعبية والسياسية في البلدين بالزيارة , وتمنت ان تكون بداية مرحلة جديدة متطورة نحو علاقات صداقة وتعاون , والابتعاد عن التصريحات والفتاوى التي يطلقها مشايخ آل سعود لمجمل الشعب العراقي .. آخرها خطبة الشيخ محمد المحيسني التي عرضها تلفزيون مصر وعلق عليها الإعلامي المصري إبراهيم عيسى , عارضا نصا من الخطبة يدعو فيها الشيخ أن ينصر الدولة الإسلامية داعش على الشيعة في العراق وسوريا واليمن , وان ينصرهم على اليهود والنصارى ..
تزامنا مع تلك الخطبة النارية أعلنت أمريكا عن مشروع تقدمت به لحلفاء في أوربا لتجفيف منابع الإرهاب والأفكار الإرهابية , فسارعت المملكة السعودية إرسال محمد بن سلمان ولي العهد الحالي لترتيب زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية , التي أثمرت عن اكبر هدية قدمتها دولة عربية إلى الولايات الأمريكية , وغايتها معروفة هو صرف التهمة الإرهابية عن السعودية ..
وعلى اثر المواقف المتسارعة , تم تغيير إمام الحرم المكي بشيخين اقل تشددا من الشيخ الإرهابي محمد المحيسني وعرض امن المملكة للخطر بسبب خطبه التكفيرية التي تدعو للقتل والحرق والدمار علنا .. فتم تعيين الشيخ خالد الغامدي وعبد الرحمن السديس الخطيب المعروف , وهكذا تم لملمة الخطاف المتطرف وتبديله بخطاب معتدل .
وخلال زيارة السيد مقتدى الصدر والحفاوة التي أظهرها الجانب السعودي لقائد التيار الصدري , ابن العائلة المعروفة بعلمائها وشهدائها , كان ضمن الترتيبات أن وقعت فلتة لسان ثامر السبهان وزير الدولة للشؤون الخارجية قال فيها.. " أؤمن بأننا يجب أن نفرق بين المذهب الشيعي الأصيل ومذهب الخميني المتطرف الجديد" , متناسيا إن التهم التي يوجهها الوهابيون للشيعة تكفيرهم لعدة ممارسات منها الصلاة على تربة حسينية , وزيارة القبور وإقامة الشعائر وتقديم النذور للائمة , وعشرات العقائد التي يمارسها ضيفهم السيد مقتدى الصدر بكل تفاصيلها .. وانه يأخذ بعض الأحكام الدراسية من عدد من الفقهاء منهم السيد الخميني .. هذه الهفوة التي قال السبهان عن مذهب التشيع :{ المذهب الشيعي الأصيل{ سارع بعد دقائق لرفعها من موقعه الخاص , ولكن بعد فوات الأوان حيث التقفتها اغلب مواقع التواصل الاجتماعي ..
هذه تحسب من أهم مكاسب الزيارة للسيد الصدر أن اعترف من كان يعتبرنا كافرين , وأطلق علينا اليوم المذهب الشيعي الأصيل " وهذا اعتراف مهم من قيادة التكفير العالمي , ومن مركز القرار لآل سعود ...
بقيت نقطة لا بد ان أقف عندها .. واهمس بإذن السبهان انه لا يوجد أي خلاف بين التشيع الأصيل والتشيع الخميني حسب فهمك , لان الخميني وتشيعه والفرس جميعا يأخذون من مصدر إسلامي واحد... هو الأصيل ...
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha