كتبت موضوعا في منتصف عام 2017 بعنوان "عواصف بين إيران والسعودية ", ذكرت فيه الحوادث التي تعصف بالأمة الإسلامية والمنطقة يحمل طرفاها اليوم دولتان إيران والسعودية , ولكل دولة مدرسة فكرية تستلهم مواقفها من خلاله ... وأخيرا توسع الشق ودخلت مصر والأزهر الشريف على خط العواصف ضد السعودية , ثم تبعتها دول أخرى غير عربية ,مثل الشيشان ومائة دولة معها ,احتضنت «غروزني» مؤتمرا تمخص عن الطلاق بالثلاث بين الحركة الوهابية والمذاهب الإسلامية السنية , واتهمت الصحف السعودية دولة الإمارات ونسبت إلى مؤسسة "طابة" الصوفية ومقرها أبو ظبي، والشيخ اليمني الحبيب علي الجفري، أنها هي التي نظمت مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة؟" في غروزني , في وقت أعلن عمر موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري السابق , موقف الحكومة المصرية تأييدها لمؤتمر الشيشان . ولكن المؤتمر لم يُفعل ولا تاثير له على الساحة السنية مطلقا .. ويبدو ان التيار السياسي السني لعب دورا كبيرا في إفشاله ....
وتطورت الإحداث في المنطقة الإقليمية ,خاصة بعد إصدار قانون في الكونكرس الأمريكي عام 2016 الذي اقره مجلس الشيوخ بالإجماع في مايو/ آيار 2016على "قانون تطبيق العدالة على داعمي الإرهاب" والذي يعرف اختصارا باسم "جاستا". وذلك قبل يومين من الذكري الـ 15 للهجوم الذي وقع على برجي التجارة في نيويورك وأسفر عن مقتل نحو 3 ألاف شخص امريكي وان تعوض السعودية ذوي المقتولين .
ولما وجدت حكومة ال سعود نفسها منبوذة بسبب رعونتها قررت الاعلان عن تقاربها مع إسرائيل والتنسيق بينهما "في الاهداف المشتركة" .. في تلك الفترة ظهرت سياسة الأمية البدوية الجديدة خاصة بعد التنسيق الأمني والسياسي بين المملكة وإسرائيل .. الذي استوقفني مراوغة الصحف السعودية وأصحاب فتاوى القتل والتكفير ورمي الجمهورية الإسلامية والحشد الشعبي المقدس وحزب الله وثوار البحرين واليمن بالإرهاب . ونتذكر جيدا محمد بن سلمان بعد عودة العلاقة مع الولايات الامريكية من خلال تبادل زيارتين الاولى منه لواشنطن والثانية الرئيس ترامب للسعودية ..بعدها توجهت البوصلة نحو ايران وانها راعية الإرهاب في العالم , شدد اللسعودي على عدم وجود نقاط للتفاهم مع النظام الإيراني القائم على إيديولوجية متطرفة، منصوص عليها في دستوره ووصية الخميني، (بأنه يجب السيطرة على مسلمي العالم الإسلامي!!) نحن الهدف الرئيسي للنظام الإيراني، وهو الوصول إلى قبلة المسلمين، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران .. وفعلا تحولت المعركة التي تهيأت لها الأنظمة العميلة في اربيل والسعودية ودول الخليج التي تمول الجهات التي أُعلن عنها انها تدير المظاهرات وترعاها من غرفة عمليات في اربيل ..
ان المواقف الايرانية في مساندة الشعب العراقي في حربه ضد داعش , وموقفها من سوريا واليمن ولبنان والمنظمات الفلسطينية في غزة والضفة .. كلها رتبت على الجمهورية الاسلامية ضريبة لا بد ان تدفعها مقابل الهزائم التي الحقتها بقوى التكفير والهيمنة الامريكية .. وسياتي يوم نكتب عن نظام ال سعود الهش امام من تريد امريكا دعمهم واسنادهم في مظاهرات تطالب بالديمقراطية الممنوعة في مملكة الخوف والارهاب .
https://telegram.me/buratha