عندما يقع الخلط بين المفاهيم سوى عند القائل او السامع تكون النتائج سلبية وتقاطعية وجدلية ، ومن بين التقاطعات التي يقع بها الانسان هو الموقف وصاحب الموقف والتقديس والمقدس ، الموقف القابل للقدح او المدح يكون الكلام خاص بالموقف اما الذي صدر عنه الموقف فانه يتحمل تبعية الموقف فقط لان هذا الشخص ان حكم عليه حسب موقفه فانه غدا قد يصدر منه موقفا بخلاف السابق فعندئذ لمن سيوجه الكلام للشخص نفسه مدحا وهو الذي بالامس نال منا قدحا ؟
الامر ذاته بالنسبة للتقديس ، فان هذه الظاهرة موجودة بحد ذاتها اما الحديث عن الافراط او من الذي يستحق او لا يستحق فهذا شق ثان من النقاش ولكن المصيبة ان الطرف الاخر لا يناقش الشخص الذي يقدس بخصوص مقدساته بل ينتقد ويجرح بالمقدس الذي يقدسه وهنا تبدا المهاترات والتي تصل حتى الى القتل .
المسلمون لديهم مقدسات ، وهذا امر طبيعي سواء كانت كلها بحق او بعضها المهم انها موجودة ، هذا جانب وجانب اخر هو ان هنالك البعض منهم من يريد ان يفرض مقدساته على الاخرين بالقوة وهنا مشكلة ، والبعض ممن لا يؤمن بهذه المقدسات لا يحترمها بل يتهجم عليها وهنا ايضا مشكلة، ومشكلة اخرى ان الذي لا يقدس ولا يفهم المقدس ويلفق اكاذيب عليهما هنا الطامة الكبرى .
التعميم هذه الظاهرة الاكثر سوءا والتي تصدر ممن لا اطلاع لديه بما يكفي عن التراث الاسلامي حتى يعمم ارائه على الاسلام ، واكثر من يعتمد التعميم علمانيو شمال افريقا أي المغرب العربي ، فتراه يشرّح الاسلام على مشرحة البخاري وابن تيمية ، وهذا الحيز هو حدوده ، ولانه لا يعلم ماذا يعني علم الحديث وعلم الرجال فان قريحته تتفتح للنيل من الاسلام سيما اذا وجد قنوات راعية لهكذا افكار ولاحظت بالاونة الاخيرة قناة الحرة اتجهت هذا الاتجاه بعقد لقاءات واعادة نشر اقوال هذه الطبقة من العلمانيين .
الغاية لدى المسلم والعلماني واحدة وهي احترام الانسان والنهوض به ثقافيا وماديا ، ولكن الاسلوب اختلف فبدلا من ان يكونا اسلوبين بخطين متوازيين فانهما يتقاطعان وحقيقة هنالك كثير من الافكار المتقاطعة لدى من يدعي التنوير ، فعبارة فصل الدين عن السياسة او الدين لله والوطن للجميع فانها اشبه بان يقول قائل انا ارى البندورة ( الطماطة) افضل من نظرية فيثاغورس!!! انا لا ابالغ، هذه حقيقة ، لاحظوا عبارة الدين لله والوطن للجميع ، فهم يعرفون الدين هي علاقة الفرد مع الله أي العبادة ، والوطن رقعة جغرافية يعيش عليها المواطن فهل الذي يعبد الله لا وطن له ام الذي لديه وطن لا يحق له ان يعبد الله ؟
سؤال يطرح نفسه بقوة من هو المشرع للقانون لديهم وماهي الامتيازات التي يحملها ومن هو الذي منحها له ؟ ومؤكدا المانح له هو الافضل منه فلماذا لا يكون المانح هو المشرع ؟ وهذا الذي يمنح الامتياز من منحه امتياز منح الامتياز ؟ وهكذا دواليك ،
من جانب اخر ان الذي يضع القانون يجب ان تكون مساحة التفكير وفق المنطق اوسع من مساحة العقل ، أي ان هنالك امورا لا تحدث وفقا للعقل ولكنها طبقا للمنطق ممكن حصولها فعليه المشرع عندما يشرع قانون وفق المنطق تجد ممن يعتمد العقل فقط يستهجن هذا القانون .
يقول سيد القمني ان الاسلام بكامله لا يصلح لهذا الزمان ، واعتمد على الاحكام الشرعية للعبيد وملك اليمين ، وهذه الافكار تدور بمساحة ضيقة جدا ، فحكم اليمين جاء وفق موضوع الحكم الذي كانت ادواته متوفرة في حينها ، اضف الى ذلك عندما نقرا هذه الاية في القران فانها تعطينا الصورة التشريعية والاجتماعية لما كان عليه المجتمع في ذلك الوقت اضافة الى ما لا اعلمه من ابعاد اخرى قد يعلمها المتخصصون في هذا المجال ، ولانه شحيح في الاطلاع على ثقافة المذاهب الاخرى سيما الامامي فانه لا يعلم بان الائمة عليهم السلام كانوا يحثون على عتق رقاب العبيد حتى ان البعض منهم تزوج من امة واعتقها لوجه الله فتصبح حرة، بل ان بعض العقوبات لبعض الاخطاء عتق رقبة أي تحرير عبد .
المسلم عقائده مقدسة ولكن العلماني لديه غلو في تقديس رايه اضعاف ما يقدس المسلم لعقائده بل يتهجم على المسلم باسوء مما قد يصدر من مسلم متزمت بحقه
https://telegram.me/buratha