الانسحاب من الاتفاق النووي استحوذ على اهتمام وسائل الاعلام ورجال الساسة في العالم اصحاب العلاقة ، وهذه الخطوة ضمن خطوات غير مدروسة وخبيثة اقدمت عليها الادارة الامريكية منذ ان قامت للدولة الامريكية حكومة ، وان كانت باوجها في ادارة ترامب ، وهذا التوقيع المشؤوم هو الثاني له الذي يعرضه للعلن بعد توقيع نقل معتقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة .
لماذا وقعت الادارة الامريكية الاتفاق ولماذا انسحبت ؟ المسالة ليست اختلاف في وجهات النظر بين اوباما وترامب ، وليس هنالك خللا بالاتفاق حتى يعلن انسحابه ، ويبقى السؤال المطروح لماذا انسحب وفي هذا التوقيت ؟
التوقيت وانا اجزم جاء بعد اعلان هزيمة الاجندة الوهابية في الانتخابات اللبنانية واصبح القرار خالصا للمقاومة اللبانية والشرفاء من المسيحيين والسنة الذين يؤمنون بهذا الخيار وهذه طامة كبرى احدثت صفعة قوية للصهيونية بان تكون جارتها المقاومة اللبنانية التي استحوذت على القرار العسكري والسياسي ولايران دور في دعم حزب الله وهو امر غير مخفي.
لم يفصح ترامب عن نقاط الخلل في الاتفاق وحالما اعلن تنفيذ هلوساته بالانسحاب قرنت وسائل الاعلام الانسحاب بالعقوبات على ايران ، ولا اعلم هل ان العقوبات توقفت عندما تم توقيع الاتفاق من الجانب الامريكي ؟ كلا بل ان العقوبات الامريكية جاءت ضد ايران منذ ان اطيح بالشاه ودخل السيد الخميني منتصرا الى طهران .
فليس هنالك اي اثر او تاثير لما يستجد من العقوبات ، وهنا سؤال من دعم هذا الانسحاب ؟ هم عملاء الخليج السعودية والبحرين والامارات وعبد ربه هادي منصور (لا اعرف اسمه ) الجالس على الكرسي الهزاز ، وهؤلاء هم من اجادوا في تازيم الخليج من سنة 1980 والى الان .
غاية ترامب من الانسحاب هو احداث فوضى في سوق النفط وسوق الاوراق المالية وجعل منطقة الخليج مضطربة والنتيجة ارتفاع سعر برميل النفط الذي يصب في خانة السعودية اولا وتكون هذه الفروقات من حصة ترامب اضافة الى بقية الشركات التي تاثرت صعودا او نزولا .
المنطق يقول وجود ستة دبلوماسيين على درجة عالية من الحنكة امام دبلوماسي ايراني واحد ويخرج الاتفاق انتصارا للدبلوماسية الايرانية ، فان كذب ترامب ذلك فيكفي انه انسحب ووفق هلوسته ان فيه بنودا لصالح ايران ، بينما بقية اعضاء الاتفاق يرون ان الاتفاق سليم ولا خلل فيه مع تشكيكي بل يقيني بخبث نوايا الجانب البريطاني الذي له اليد العليا في هذه القرارات من خلال مجلس اللوردات الصهيوني .
هل يعتقد ترامب ان مشكلته مع ايران النووي والصواريخ البالستية ؟ لا انه يعلم ولا يعتقد بانها السبب بل منذ ان اغلقت السفارة الصهيونية في طهران وسلمت الى ياسر عرفات مع ما يحمل هذا البلد من فكر مذهبي جعل الادارة الامريكية تحث الخطى لتنفيذ مؤامراتها وكانت اولها مؤامرة الغبي طاغية العراق في حربه ضد ايران .
الادارة الامريكية الى الان وبالرغم من قرقوزية الامم المتحدة لم تستطع ايجاد دليل واحد يدين السياسة الايرانية او تدخلها في شؤون دول المنطقة ولا تستطيع ذلك لانها اي امريكا الاكثر تدخلا في المنطقة فان ادعت انها جاءت بموافقة الحكومات فايران كذلك ، ويكفي ايران انها لم تعترف ولا تدعي ولا تعلن عن استهتارها بقيم المجتمع الدولي على عكس امريكا والصهيونية اللذين يلعبان بالامم المتحدة كرة قدم فالرفسات تتوالى على هذه المنظمة من قبل هاتين العصابتين في اتخاذ قرارتها . وسبق ان اتخذت قرارا بالاجماع رفض توقيع ترامب المقزز بخصوص نقل معتقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة فكان هذا القرار هواء في شبك .
مصلحة ايران ضبط النفس هذا اولا وستعمل على ان يكون لبقية الاعضاء الذين وقعوا الاتفاق دور مهم في تحجيم تخرصات وتخبطات ترامب ثانيا، او لربما ينتظرون الى اي مدى يستطيع ترامب استنزاف اموال الخليج فهو قالها صراحة ان الخليج لا يستحق ان يكون مركزا اقتصاديا او ماليا عالميا .
https://telegram.me/buratha