هنالك عدة نقاط يلتقي فيها الاعلام مع الاسلام واهمها هي ان الجهتين يستطيع ان يدعيهما من هب ودب ويسيء لهما ويصبحا محل استشهاد على تطرفهما ، فاليوم ظهرت في الاسلام عدة فرق وعدة شخصيات تدعي اعلميتها ونالت حظوة من تفرقة المسلمين في بعض الرقع الجغرافية واغلب هؤلاء ممولون من اجندات خارجية للوقيعة بين المسلمين .
في الاعلام ظهرت عدة مؤسسات اعلامية وشخصيات اعلامية تدعي مهنيتها ومصداقيتها واستطاعت من خلال نشر اكاذيبها تفريق النسيج الاجتماعي لاي مجتمع تستهدفه الوسائل الاعلامية المحرضة وهي كذلك ممولة من اجندات خارجية لتحقيق اهداف تمزيق البشرية
ولعبت الصهيونية دورها باتقان وحرفية عندما اخضعت الكثير من الوسائل الاعلامية وحتى في كبريات الدول لسطوتها المالية لتتلاعب بالحقائق وبشكل متطرف يثير العجب، واسوء هذه الوسائل التي بلباس عربي مسلم ، والاسوء من ذلك انها تمارس الكذب بلا خجل ولا وجل ومن غير زعل .
ولو تابعتم اليوم اخبار حرب اليمن الظالمة من قبل اطراف النزاع سيظهر لكم مدى سوء الدور الاعلامي الذي تمارسه السعودية وبانفعال للتعتيم على الحقائق ففي الوقت الذي تدعي السعودية سقوط مطار الحديدة والذي لا اهمية له يظهر قائد يماني من الحوثيين وهو يتحدث من داخل المطار ويظهر المخرج دلائل على ان المكان هو المطار بخلاف الاعلام السعودي وتحت سيطرة الحوثيين.
اليوم اصبحت وسائل الاعلام متاحة وبكل اشكالها ولهذا تجد المتطرفين لاي فكر يمارسون التطرف الاعلامي لتشويه الحقائق وبكل حرية وديمقراطية.
لاحظوا سياسة التطرف الاعلامي اليهودي في سنة 1973 اسقط الكيان الصهيوني طائرة ركاب ليبية انحرفت خطاء فوق سيناء فقتلت 106 جميعهم مسافرين مدنيين والتي تناولتها وسائل الاعلام الامريكية بشكل فاتر وبارد وتعتيم على الخبر لان هذه الوسائل مملوكة للصهاينة وهنا تمارس تطرفها ، بينما في المقابل وفي نفس الفترة هاجت هذه الوسائل الاعلامية بسبب مقتل احد عشر صهيونيا في اولمبياد ميونخ على يد عرب انتقاما من اعمال الصهيونية الاجرامية في فلسطين ، وبدات وسائل الاعلام الامريكية بالصراخ والعويل والمطالبة بالانتقام ، فتحدث الصحفي الامريكي في وقتها روبرت بيبروبنيت بتعليق وتنديد على هذه الازدواجية في تناول الاحداث وقارن بين الحادثتين ، فطالبت رابطة الدفاع الامريكية اليهودية ( ADI ) تقديم شكوى على رئيس شبكة اخبار ( CBS) التي نشرت تعليق روبرت وقد تم اجراء تحقيق داخلي وبعد التهديد بالقتل والغلق اعتذر روبرت قائلا لقد اخطات التعبير في التعليق .
مهما يكن خطاه فالواقع حصل ولنضيف على ذلك اليست هي امريكا من اعلنت الحصار على ليبيا بسبب حادثة لوكربي التي ذهب ضحيتها المسافرين على متنها ، وهي من تعاملت بحزم مع هذه الحادثة ، وهي نفسها الوسائل الاعلامية المتطرفة التي جندت حتى السياسيين في تابين يهود مجلة شارل الفرنسية في باريس ؟
التطرف الاعلامي اخطر من اي تطرف بالعالم لانه اقوى سلاح بيد التطرف الفكري والذي يكون عاجزا هذا الفكر اذا ما دعي للحوار اما التطرف الاعلامي فانه يغير حقائق بل ويشوهها او يغيبها .
https://telegram.me/buratha