العدو يختلف عن المخالف ، فالعدو هو من يتعدى على حقوق الاخرين بينما المخالف من له وجهة نظر تخالف الاخر وهذا امر طبيعي لا اشكال فيه كالاختلافات الفقهية بين المذاهب الاسلامية انه امر طبيعي وكذلك امر طبيعي عندما تدعي كل فرقة انها على صواب ، ولكن الاعتداء هو المرفوض والاعتداء يكون على شكلين ، اعتداء نظري ( سب وشتائم وتلفيق اكاذيب) واعتداء عملي ( اعتداء باليد سلب وقتل وهدم وما الى ذلك ) وطبيعة الاعتداء قد تكون مقصودة وقد تكون عن جهل ولكل حالة علاجها ، والاهم في الاعتداء هي الجهة المعتدية فقد تكون حكومة او جماعة او شخص له مكانة وقد يكون شخص عادي ولكل طرف رده المناسب .
وانا انظر الى صور وقبور الشهداء عند زينب عليها السلام وكيف انهم دافعوا عن المقدسات تذكرت ذكرى اليمة ستطل علينا في الغدير الا وهي الاعتداء الوهابي على كربلاء ، وهنا نقف عند هاتين الجريمتين كنموذج والا الاعتداءات كثيرة ونقف كذلك كيف رد عليها الشيعة باعتبارهم الطرف المعتدى عليه باجماع الامة .
الاختلاف في القراءات ووجهات النظر لا يعني الطعن بالمخالف ولكني اقف عند هذه الاعتداءات التي اخذت تتفاقم وباشكال مختلفة وتحت مسميات وذرائع اقبح من الاعتداءات .
استشهد بمواقف بعض الائمة عليهم السلام عن الاعتداء حتى تكون الصورة اوضح ، مثلا الامام الحسن عليه السلام عندما شتمه مروان وابن العاص والمغيرة وهذا اعتداء بدا منهم وفي حضرة معاوية ، فهل اتسم الامام الحسن عليه السلام بالحلم ولم يرد؟ كلا بل جاء رده مدويا وبفضائح وشتائم اخرستهم مثلا يقول لعمرو ابن العاص أما أنت فقد اختلف فيك رجلان، رجل من قريش ورجل من أهل المدينة فادعياك، فلا أدري أيهما أبوك، ثم التفت الحسن عليه السلام الى المغيرة فقال: أعور ثقيف ما أنت من قريش فأفاخرك، واما مروان فقال له الحسن ألا تصمت ثكلتك أمك قبل أن أرميك بالهوائل، وأسمك بميسم تستغني به عن اسمك، فأما إيابك بالنهاب والملوك أفي اليوم الذي وليت فيه مهزوما، وانحجزت مذعورا، فكانت غنيمتك هزيمتك، وغدرك بطلحة حين غدرت به فقتلته، قبحا لك ما أغلظ جلدة وجهك.
هؤلاء شتموا عليا عليه السلام امام الحسن فكان هذا رده وهنالك اخر تم الامام علي امام الحسن ايضا انه الشامي لما راى الحسن وسال من هذا ؟قيل له : انه الحسن بن علي بن ابي طالب فال : هذا هو ابن ابي تراب الخارجي ؟ ثم اولغ سبا وشتما في الحسن و ابيه و اهل بيته ، فاراد اصحاب الحسن قتله فمنعهم الامام وقال له : انت من ضيوفي، وامتنع الشامي ولكن الامام لم يتركه حتى قبل النزول عنده , وبقي الامام يخدمه بنفسه طيلة ايام الضيافة ويلاطفه, فلما كان اليوم الرابع بدا علي الشامي الندم و التوبة مما صدر منه تجاه الامام , وكيف يسبه ويشتمه فيقابله بالاحسان و العفو وحسن الضيافة , فطلب من الامام ورجاه ان يسامحه علي ما صدر منه .
موقفان متشابهان بكل شيء الا شيء واحد الشتائم صدرت في الموقف الاول من كبار القوم وفي الثاني من عوام الناس فالاول استحق ردا يختلف عن الثاني .
نعود الى هجمة الوهابية على كربلاء والنجف كيف تعامل معه الشيعة ؟ لا اعتقد كان رد الشيعة موفقا ، فقد حرصوا واجتهدوا على بناء سور لصد ومنع الهجمات الوهابية ، وهذا الذي منحهم القوة ، فلو كانت الجهود منصبة على الهجوم باقوى من هجومهم عليهم ولاسيما كانت قبائل الحجاز ونجد على خلاف مع هذه الممسوخات الوهابية فكان الاحرى الرد والاتفاق مع بني رشيد والدولة العثمانية التي كانت ايضا على خلاف معهم وعدم السكوت وفي ذلك الوقت لم يكن هنالك قرقوزات الامم المتحدة ، لربما سيقول احدكم لم تكن هنالك الامكانية ، فاقول الامكانية موجودة بدليل حرب الانكليز وثورة العشرين ، فلو وجهت اصلا لهذه الحالة الوهابية وتم وادها لما كان هنالك القاعدة وداعش وحرب اليمن والنهر البارد واحداث ايلول وخسارة فلسطين ، بناء الجدار لصد الهجمات دليل ضعف وادى الى استفحالهم .
اليوم انظروا الى المقدسات الاسلامية ، هذه المقدسات التي لها رمزية عقائدية تمنح من يؤمن بها القوة ليست العقيدية فقط بل العسكرية ليتمكن اتباع اهل البيت مهاجمة كل من تسول له نفسه بالاعتداء على الشيعة قبل المقدسات ، ولكننا للاسف الشديد لم يكون استغلالنا لهذه المقدسات العظيمة بالمستوى المطلوب ، لاحظوا جيدا كلنا نتفق ان الصهيونية والامريكان اعداء اهل البيت عليهم السلام ، ولاحظوا ايضا ان هجماتهم تكون على المواقع العسكرية وليس على مقدساتنا ، فلو ارادت الصهيونية او امريكا ان تقصف اي مرقد فهل يتورع وتمتنع مراعاة لشعور المسلمين ؟ كلا ، وهل ستخشى من التبعية ؟ كلا بل ان الاستهتار العالمي طغى على كل قيم المبادئ الانسانية، لاحظوا خلاف امريكا مع ايران انه بسبب مفاعل نووي وليس مراقد مقدسة ، وهذه المفاعل جاء بسبب الترجمة الصحيحة لمبادئ رجال المراقد المقدسة عليهم السلام
الان كيف اصبحت الصورة مع مستجدات الاعتداءات الوهابية والصهيونية والمقاومة والحشد الشعبي ؟
https://telegram.me/buratha