عزيز الابراهيمي
ايّام قليلة منذ توجه معتمد المرجعية العليا الى البصرة لمعالجة أزمة المياه حتى بانت نتائج هذه الزيارة الميمونة.
بهمة وإشراف من قبل السيد الصافي وجهد واخلاص من قبل الكوادر التي رافقته ومن التحق بهم وبإمكانات مادية بسيطة ربما تعادل وجبة طعام واحدة لمجلس الوزراء تم إيصال الماء الى كثير من مناطق البصرة العزيزة ...
الغريب في الامر ان هذه الجهود واجهت حملة تشويه في بدايتها اضافة الى التشكيك في مدى إنتاجيتها فضلا عن الأحداث التي ارادت صرف الأنظار عنها ولكن نجاحها ليس في اعادة ضخ المياه الصالحة للشرب وحسب بل في كسب تعاطف الناس اجمعين معها وشكرهم لها حتى بات اكثر المتربصين بالمرجعية وبهذه الجهود ساكتا خوفا من ردود فعل الناس المنبهرة بالنجاح المتحقق في هذا الوقت القصير والامكانيات المحدودة....
لاشك ان هذه الجهود رغم تصنيفها في خانة اغاثة الملهوف وليس المشاريع الاستراتيجية الجبارة ولاننا في العراق كثيرا ما نتعامل مع الظواهر الصوتية والانجازات الإعلامية فيعظم في اعيننا التافه المقصر لانه يمتلك ناصية الاعلام ويصغر عندنا العامل المجد كون لا اعلام له .... لأجل ذلك نحتاج الى التأمل قليلا بهذه الخطوة لأخذ العبرة منها حيث يمكن وضع اليد على جملة أمور منها:
- التركيز يصنع نجاح المهام: عندما أعلن السيد الصافي عن قدومه الى البصرة فانه حدد الهدف ابتداءا وأصر عليه طيلة فترة بقائه كونه مكلف من قبل المرجعية بايجاد الحلول الممكنه لشحة المياه من دون ان يتطرق الى كونه ممثل للمرجعية وما يحمل هذا العنوان من ثقل كبير يترجى منه الخوض في أمور كثيرة، خاصة وان البصرة كما غيرها من المحافظات تعج بالمشاكل ابتداءا بالخدمية، ومرورا بفرص العمل القليلة والمشاكل العشائرية وانتهاءا بالمشاكل السياسية التي لا حصر لها فلم يشغل السيد الصافي العنوان الذي يحمله ولا ما يعرض عليه من مشاكل عن التركيز على اداء مهمته التي أوكلت اليه فحصر المشكلة ثم تركيز الجهود لحلها يؤتي ثماره بالتأكيد ، ومن الاستشهادات اللطيفة التي يستخدمها خبراء التنمية بصدد بيان أهمية التركيز هو الليزر الذي هو تركيز لحزم الضوء حتى يصبح قاطعا للفولاذ ...
- العوق الاداري : جملة كبيرة من المشاكل تعود للنظام الاداري المتهرء والفاسد الذي يعشعش فيه الفساد والتعطيل واللاابالية وبالتالي جعل البلد يراوح مكانه رغم وجود الإمكانيات المالية والبشرية فليس الفساد وحده عائق امام التقدم بل التعاطيل ووضع العثرات عامل اكثر أهمية وربما ساعد السيد الصافي في مهمته هو هالة المرجعية التي احيطت به حيث منعت المعطلين عن ممارسة مهنتهم المألوفة وأيقضت المتكاسلين لإبداء المعونة خوفا من افتضاح امرهم
- غياب برامج الصيانة الدورية : في كل مؤسسات العالم هناك صيانة دورية للمعدات العاملة وهذا الامر من الأهمية بمكان في زيادة فاعليتها وإطالة عمرها وتخفيف الخسائر من ترك الأعطال تتراكم عليها وقد كشفت زيارة السيد الصافي غياب هذه البرامج بدليل الكثير من المضخات عاطلة ويمكن إعادتها الى الخدمة باجراءات بسيطة
- غياب اللامركزية : من المؤكد هناك واردات وان كانت ضئيلة نتيجة تجهيز المياه للمواطنين ولكنها تكفي أكيدا لصيانة وتطوير مجمعات ضخ وتصفية المياه ولكن هذه الموارد تذهب الى بغداد رغم قلتها من دون ان تستفيد الدائرة من ريعها ..
ولاشك ان هناك الكثير الكثير من الأمور التي فيما لو عولجت بشكل علمي ستؤدي حتما الى تقديم خدمة افضل للمواطن وبجهود واموال بسيطة كما كشفت جهود السيد الصافي
https://telegram.me/buratha