المقالات

الزهور والقمامة..!


طيب العراقي

 

هل تعتقد أن ازمة العراق المستدامة، سببها الأشخاص وليس المشروع السياسي برمته، أي مشروع ما بعد ٢٠٠٣؟!

دعونا نقارب الموضوع بطريقةأخرى؛ بمعنى اخر.. دائما ما تبرر وتعزو الكتل السياسية فشلها، في تقديم نسخة حكومية ناجحة إلى المواطن، إلى الإفتقار الى وجود شخصيات كفوءة، هذاالتبرير الدائم؛ هو في حقيقة الأمر بطاقة إنقاذ واحتيال سياسي على الناخبين، تستخدمها وتكررها تلك القوى، لتمرير مرشحيها عبر كل انتخابات، حتى لايصاب الناخب باليأس من التغيير الممكن تحقيقه، مع تضاءل فرص الأمل؛ كلما يمرعلى العراق يوماً جديدا ببقاء " ساسة الفوضى " ..

وحتى لا نمضي في قصة الضياع إلى آخرها، أود طرح الموضوع على شكل مصفوفة  تقديم مثالا، اشرح من خلاله كذبة الأحاديث المملة عن "التغيير" وعن "الإصلاح"؛ وعن "الأمل" بالتحول في الوضع العراقي إلى الأفضل، بمجرد وصول شخصيات "تكنوقراط" نزيهة وكفوءة لإدارة موارد البلاد :

سنجري عملية ترميز لصناع القرار السياسي وذوي المناصب في العراق؛ باعطاء كل منهم حرفا لا على التعيين دون ذكر للأسماء، حتى لا نتهم بأننا نسعى لتسقيط فلان أو علان سياسيا.

نتيجة للحوارات السياسية، وبعيد الأنتخابات وبعد مخاض عسير، أتفق الساسة (ع) مع (م) ، (ح) ، (ن) ، (ا) ، (ق) ، (س) ، (ص) ، (ف). على إيصال (ي) إلى رئاسة الوزراء!

لو فرضنا ان (ي) استطاع تشكيل كابينة وزارية، فيها شكل من أشكال " الاستقلال الحزبي"، مع العرض أن ذلك؛ بالغ في صعوبة التحقيق، لكون ان الساسة المرمزين بـ ( ع، م، ح، ن، ا، ق، س، ص، ف، ) هم من جاءوا بـ (ي)؛ إلى قمة هرم الكابينة الوزارية، وبالتالي فإنهم ينتظرون منه قسيمة التوزيع، ولكن سنفترض ذلك .

جاء الوزير الذي أسمه (ش) إلى وزارة (د)، فوجد ان وكيل الوزارة الذي أسمه (غ) او المدير العام (ث)، عليهما ملاحظات سلبية، تعوق عمل الوزارة في إنجاز مهامها المفترضة.

بالتأكيد سيعجز السيد الوزير (ش) عن تغييرهما، وسيضطر لأن يخاطب رئيس الوزراء (ي) بشأن ذلك الأمر، وسيخبره عن مافيات وعصابات على هيئة مناصب، طالبا منه التدخل والعون لاجتثاث هؤلاء .

في البداية سيحاول رئيس الوزراء (ي) حل الأمر؛ ولكن قبل التحرك لاقالتهم او دفع ضررهم، سيخاطبه واحد من الساسة (ع) او (م) او (ح) او (ن) او (أ) او (ق) او (س) او (ص) او (ف) بأن الوزير (ش)، يعمل لصالح الكابينة الوزارية، وان وكيل الوزارة (غ) او المدير العام (ث)، هم اتباعنا الساهرين على خدمة مصالح شعبنا الحزبية. ولأجل ذلك وبسببه وصلت أنت إلى كرسي الرئاسة !

عندها سيحاول رئيس الوزراء(ي) ،التخلص من تلك الكوابح السيادية للسلطة، لكنه سيفشل، وسيجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، أما الإستقالة وهذا أمربعيد الإحتمال جدا، لأنه سيدخل البلاد في متاهة، او المضي بـ" سويف خلف " ، وعلى الأرجح سيختار الاخير بذريعة أن ليس بالإمكان أفضل مما كان، وأ ذلك أضعف الايمان" ولو كلف البلاد فرصة نجاة طائشة.

من الصعب إقناع الذباب أن الزهورأجمل من القمامة..!

..................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك