اسعد عبدالله عبدعلي assad_assa@ymail.com
ليلة الامس كانت ليلة صاخبة بسبب عرس في شارعنا, حيث جرت التقاليد عند البعض مع وصول موكب العريسين, ينبري بعض اولاد العمومة والاصدقاء المهووسين والغير منضبطين, الى فاصل من الرمي العشوائي بالجو! تعبيرا عن الفرح والسرور الذي ينتاب كيانهم الناقص معرفيا وقيميا, اصاب الذعر كل الجيران, هرب الاطفال والنسوة داخل البيوت, والعروس تعثرت وسقطت على الارض! من هول صوت الرمي وبشاعة المنظر, حتى قالت عجوز حاضرة في العرس: ان الرمي قد جلب الشؤم لهذا العرس.
بعدها تعالى صوت البكاء عند احد الجيران, طفله الوحيد قتل بطلقة طائشة دخلت راسه, عندما كان يلعب في سطح البيت.
قضية الرمي العشوائي ماتزال من دون اي حلول حكومية, بل نجد الحكومة متساهلة مع هذا الفعل المشين! والذي يمثل شروع بالقتل مع الاصرار, وضحية هذا التساهل الحكومي مئات الاطفال والنساء الرجال سنويا, من دون ان تتحرك ضمائر الحكومة والبرلمان لفعل شيء ما, في سبيل ايقاف هذه الجريمة التي تجري يوميا بحق الناس.
• هدف علي فائز جلب 102 ضحية
في عام 2017 وفي الشهر الاخير بالتحديد كانت بطولة كاس الخليج تجري في الكويت, وهي بطولة ودية غير معترف بها, لكن الجماهير تتفاعل معها في المنطقة بتعصب شديد, وكانت تلك الليلة موعد مباراة العراق وقطر, وفي تلك المباراة سجل علي فائز هدف من مسافة بعيدة جدا, ليهدي الفوز للعراقيين, وهنا تملكت السفهاء حالة من الهستيريا فاسرعوا لبنادقهم ومسدساتهم ليملئوا افاق بغداد والمحافظات رصاص حي مما تسبب بوقوع (102) ضحية في تلك الليلة المشؤومة, مقتل طفلة والعشرات في حالة حرجة, على اثر اطلاق نار عشوائي! مصيبة تعصب راس المنتخب العراقي.
اذن على منتخبنا ان يخسر دوما, بسبب تواجد الالاف من السفهاء ممن يملكون سلاحا, ويستخدموه للتعبير بفرح الفوز, متناسين ان تلك الرصاصات ستقع اخيرا على الارض لتقتل الناس.
• رصاص يقتل الحيوانات ويعطل الكهرباء
بعض هذا الرصاص الطائش يتسبب بحرائق وفي اصابة منظومة الكهرباء وفي قتل المواشي والحيوانات, وفي اصابة السيارات, اذن كل ما ينتج من هذا الجنون الذي يمارسه السفهاء في العراق هو تخريب وقتل وجرائم , وهو اعلان حرب على المجتمع وعلى الدين.
اتعجب من هذا التصرف الارعن للبعض, الا يستحون غدا في يوم الحساب عندما يعرض عملهم امام الامم, الا يوجد اكثر سفاهة منهم, فعندما تريد ان تعبر عن فرحك بالصوت العال, شغل اغاني, او ارمي اللعاب نارية, او استخدم رصاص التدريب الخال من الرصاص المميت, كي تفرح بصوت بندقيتك, نعم هي السفاهة التي تسيطر على كل من يرمي الرصاص الطائش تعبيرا عن الفرح او الحزن.
قبل عام من الان اطلق ناشطون مدنيون ومثقفون عراقيون حملة إعلامية, للتوعية بمخاطر هذه الظاهرة ومكافحتها, وحملت عنوان (مبادرة وطنية لوقف إطلاق النار العشوائي) ، جاء في بيانها الصحافي ما نصه : " تكررت في السنوات الأخيرة ظاهرة تحول أفراحنا بفوز منتخباتنا في كرة القدم في المباريات الدولية إلى مآسٍ بعشرات الضحايا الأبرياء بين قتلى وجرحى، نتيجة إطلاق النار في الهواء، وهي ظاهرة متخلفة تثير رعب المواطنين من الرصاص الأعمى الذي لا يعرف مطلقوه أين سيسقط".
وناشدت في بيانها بالتوقف عن هذه (الظاهرة الإجرامية التي تجعل السماء تمطر رصاص الموت في مشهد يزيد الوضع الأمني في البلاد إرباكا، ويصب في صالح العصابات الإرهابية والإجرامية، وندعو لنبذ منفذي هذه الممارسة, وردعهم بالمحاسبة الشديدة، صونًا للدم العراقي وحفظاً للأرواح البريئة. • اخيرا:ننتظر ان تفعل هذه المبادرة الوطنية للقضاء على هذه الحالة السلبية, وان تقوم الحكومة بواجبها في ايقاف الجريمة, والتي تحصل يوميا للشعب العراقي نتيجة رعونة السفهاء. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha