نزار العبادي
مجددا تلجأ أمريكا لصناعة الرعب، لتعيد فرض وجودها أولا، ولتواصل ابتزاز دول المنطقة ثانيا.. أما الحرب فمن المستحيل ان تغامر بها.. فمنذ 30 عاما لم تخض حربا الا من خلال تحالف دولي، وهو ما لايمكن لها تحقيقه..
زمن الحروب العسكرية انتهى مع بداية لعبة (الانتحار الوطني)، أي التفكيك من الداخل بثورات يديرها الخارج.. ينظمها الانتهازيون، ويدعى إليها البسطاء المظلومين، ويتسلمها منهم المتشددون المتطرفون، كما حدث في مصر "محمد مرسي"، وليبيا، وسوريا، واليمن، ثم العراق، ومؤخرا السودان التي ستكون قريبا الملعب الجديد لإعادة تجميع التنظيمات الإرهابية المهزومة.
في العراق، تحاول امريكا صناعة مناخ الخوف بتهويل خطر الخلايا النائمة سواء بفتح ثغرات أمنية تمكنها من تنفيذ هجمات محدودة، أو عبر تقارير ماكينة اعلامية دولية موالية، تهول الصغائر، وتسلط الاضواء على مشاكل معقدة كالمعتقلين الأجانب، والنازحين، وثأر الضحايا، والحماية الذاتية وغيرها؛ بجانب "فزاعة النفوذ الإيراني".. لكن واشنطن في النهاية لاتطمح لإعادة العراق لحلبة العنف بقدر سعيها لاحتوائه، والحفاظ على نفوذها فيه.
تعمل واشنطن بسياسة ناعمة لاعادة رسم خارطة التحالفات السياسية العراقية وتشتيتها، وخلق توازنات قوة جديدة، واستحداث حراك مدني مؤثر، وتذويب الهوية العقائدية للحشد الشعبي بهوية المؤسسة العسكرية.. فكل ذلك يكفل لها أدوات ضغط وتهديد لحكومة عبد المهدي والعملية السياسية برمتها متى ماتطلب الأمر ذلك.
إن أعظم خطر يهدد العراق هم رموز الفساد المخضرمة "السائبة“ ممن بنوا امبراطوريات مالية، وتتحفظ واشنطن على معظم أسرارهم.. فهم قطعها الشطرنجية التي ستلعب بها اليوم وغدا، إن لم تجد من يسبقها لقطع رؤوسهم، واسقاط الرهان.
https://telegram.me/buratha