عزيز الإبراهيمي
اتصل بسائق الجارجر الذي اجلس الى جنبه في طريق العودة من البصرة ..
ها خوية وصلت لجسر سيد خضير
- اَي وصلت
- جا انتظرني بعد اخوك غير انا متفق وياك ترمشلي
- السائق : يلله جايك ولاف
سألته : ها خوية خو ماكو شيء
- لا عود من رخصتكم بس انطي هذا الولد حرز من السادة ال.... مسوينه اله
گتله : الطاهر انت هم يرادلك حرز
ضحك وگال جا احنا العراقيين شاخطين
عموما رجع وعلى الجسر المقابل لسيد خضير انتظر والشمس اتدك بينا
شوية إجه ولد شاب اشعث وذو ملابس بسيطة وچراوية مأكلها السموم وبياض عينه انقلب الى كتلة صفراء ( لست طبيبا ولكني على يقين ان الشاب مصاب بابو صفار او مرض اخر) .. يحمل بين يديه مبلغ من المال لايمكن ان يحصل عليه الا بعد اسبوع من كدحه بستوتته المتهالكة هي الاخرى
سلم المبلغ للسائق واستلم ورقة صغيرة مطبوع فيها رقية ... المعروف من السادة ال..... يتعاملون مع زبائنهم على انهم VIP وياخذون مبالغ كبيرة على وريقات مطبوع عليه بعض الأحراز الموجودة بين أيدي الناس في كتاب مفاتيح الجنان وغيره من الكتب المعتبرة
الغريب انه طلع معميل وي السائق لان كاله جا انت نسيتني مو ذاك اليوم جبتلي واحد انت غير ابو الشطرة
اَي اتذكرتك رد السائق
اردف السائق قائلا جا انت عبالك بس هذا الجنطة متروسة احروز
كتله الظاهر حتى سيارتك مسكونه لان الطريق كله احس نغزات بظهري وبرجليه وكلما اغلمش احس واحد يصوفر هاك كروتك وعوينه أهله ليصعد وياك بعد
انا على يقين ان هذا المسكين لا تنفع معه تلك الأحراز الملفوفة والتي عليه ان لا يقرأها
ببساطة هو يحتاج اولا ان يشتري بأموال الحرز كيلو لحم وموز وتفاح لمدة اسبوع ليتغذى جسمه وعياله وثانيا الى تغيير مكان عيشه
يعني شلون يريد عافية وهو يجاور مقبرة وفي مقابله مكب لنفايات الناصرية التي عند المرور بقربها يشعر الانسان انها تسلخ شيء من عافيته
بالمناسبة / لدي حرز وجدته مرويا عن الامام الرضا عليه السلام كتبته نقلا من مفاتيح الجنان منذ عشرين سنة ولازالت احمله ....
لست ضد الأحراز ولكن ضد المتاجرة بها وتجهيل الناس لجعلهم سوق لتلك التجارة