المقالات

الفساد نار تسري بالهشيم


عبد الحسين الظالمي

 

(الفاسد اداريا او ماليا يجب ان يحاكم مرتين)

 

قضية الفساد في العراق والتي باتت تهدد الشرفاء والوطن ولا جيال ، يتكلم عنها الكل ويحاربها الكل وفي الواقع نار تسري بالهشيم .

والسؤال الذي يطرح نفسه هل الفساد ظاهرة ام حالة؟ .والسؤال الاخر اذا كان الكل يحارب الفساد ويتكلم عنه فمن المفسد ؟.والسؤال الثالث هل الفساد حديث عهد بالعراق وكانت بدايتة مع تغير النظام عام ٢٠٠٣ ام انه متجذر وله مقدماتة ؟ .كل هذه الاسئلة واسئلة اخرى تحتاج الى بحوثحتى تجيب عليها .

انواع الفساد

يتعدد الفساد ويتنوع فمن فساد اخلاقي وهو الاكثر شيوعا في التداول على مر التاريخ حتى شاع عندنا في العراق الفساد المالي ليتراجع الحديث عن الفساد الاخلاقي كم مرتبة الى الخلف ، وفساد معاملة وبخس ( ظهر الفساد بالبر والبحر بما كسبت ايدي الناس )وهناك الفساد الاداري والفساد الاداري والمالي نار على علم لايحتاجان الى تعريف فالكل يتكلم بهن والكل يعرف ماذا يقصد بهذه المصطلحات .

وقد اقترن الفساد المالي والاداري احدهم بالاخر واصبح احدهم يمهد للاخر ويلعبان دور المقدمة والنتيجة فالفساد الاداري مقدمة للفساد المالي ولاخير مقدمة للاول ايضا .

بالعودة للسؤال الاول ، فالجواب ان الفساد المالي ولاداري في العراق ظاهرة وليس حالة اذ لتخلو مؤسسة او دائرة او مشروع او عقد او صفقة شراء او تجهيز الا وحامت حلولها شبهة الفساد الا مارحم ربي .

ولا تخلو معاملة او مراجعة لمواطن في اي دائرة الا وحاطها الروتين والبيروقراطية وختلاق سبل اعاقة الانجاز حتى يصل الحال في بعض الموارد الى نقطه يضطر المواطن ان يورق (دفع رشوة) وباسماء وعناوين واعذار مختلفة وهذه الورق قديمة توارثها البعض من االبلوكه ( ٢٥ الف دينار الطبع ) لتحل محلها الشدة ( ١٠ الف دولار). وتعني ال ورق ادفع حتى تمضي .وبذلك يصبح الفساد الاداري مقدمه للفساد المالي .

الانظمة الادارية تطورت في العالم بفعل التطور التكنلوجي الهائل ونحن لازلنا القلم والورقة والاستنساخ مسيطران على مسار اي معاملة ويمكن للموظف ان يسرق ايام بل اشهر وسنوات من المواطن بحجة النقص، والتأجيل هي افضل نتيجة يحصل عليها المواطن ولا قيمة للزمن في ذلك على مستوى انجاز المعاملة او على مستوى انجاز حتى المشاريع والتي يعد فيها الوقت ذا قيمة مادية بالضبط مثل قيمة مبلغ المشروع . ويجب علينا ان نفرق بين فشل اداري ناتج من سوء النظام وبين تقصير اداري اذ يعد الاخير فساد على خلاف الاول الذي يعد تقصير اداري ناتج من سوء خلق او من خلال وضع الرجل غير المناسب وغير المختص في المكان غير المناسب .

بعد الحروب التي خاضها العراق وتدمير بناه التحتية اصبح بامس الحاجة الى اي مورد مادي يدخل له ليوظفه في طريق اعمار ما دمرتة الحروب ولا نظمة ولانفلات الامني ، ولذلك يعد هدر المال العام في غير مواضعة فشل ، وسوء استخدامة فساد ولاستحواذ علية جريمة مركبة ، وطالما اصبح المال ذو اهمية قصوى اذا علينا ان نفتش عن ابواب الهدر الكبيرة ثم نتدرج نزولا حتى نصل الى درجات مرضية وحتى لا نضيع امام هذا الاخطبوط ، وحسب الدراسات فالابواب هي (المشاريع الكبرى ، المشتريات ، صفقات الاسلحة والمعدات ولاطعام والتجهيز ، بيع العملة وتداولها ، عقارات الدولة وراضيها ، موارد المنافذ ، الامتيازات الفاحشة ) ثم نتدرج نزولا لغلق الابواب التي تلي ماذكر اعلاه .

كل ماذكر اعلاه هي منافذ منها مقنن ويسرق المال باسم القانون ومنها مال سياسي يوظف لاغراض حزبية شخصية تحت اسم ميزانية تشغيلية (( اتذكر مرة شاهدت ما يقارب الفي بوستر بحجم كبير قبيل الانتخابات بشهر تقريبا لشخصية حكومية بارزة اعد هذه البوسترات ونشرها مكتبة الرسمي وكل بوستر منها يحمل اسم المكتب جهارا نهارا )) وبعض من الاحزاب تصرف مليارات على الانتخابات وبالمراجعة البسيطة لهذه الاحزاب لم تجد فيها من يملك كنز قارن ، اذاً من اين لها ذلك ؟والمنطق يقول اما تمويل من الخارج او سرقة من الداخل .وبعيدا عن الحقيقة من يقول انها اشتراك اعضاء .

اذا الفساد الاداري ظاهرة عامة تتعلق بنظم الادارة البالية اولا والتركة المتاصلة في النفوس من حقب قديمة ثانيا ، ومنها ماهو مسيس لغرض افشال التجربة الجديدة في العراق بطريقة الضد النوعي ثالثا .

والفساد المالي ظاهرة على المستوى العام يشارك فيها الجميع من ساهم ومن سكت ومن اعطى ومن اخذ ومن انتخب فاسد او روج له او استلم منه مال او هدية ووفى بوعده له ، وهو حالة في مستواه الاعلى تتربع على عرشة حيتان متصلة بشركات ومصارف وسماسرة يعملون على ذلك والعلاج الوقائي والولوية الاًولى تكمن في الحد من هذه الابواب المفتوحة في قمة الظاهرة والسعي الى غلقها لانها اوسع الابواب لهدر المال العام واعتبار جريمتهم يحاكم عليها القانون مرتين مرة هدر المال العام وحرمان الوطن والمواطن من فوائدة ومرة اخرى لانهم تسببوا في الاساءة لسمعة البلد ومواطنية والنيل من شخصيتة وكرامتة امام العالم .

يتبع الجزء الثاني........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك