المقالات

ماذا بعد تفجيرات بحر عمان..!؟

1944 2019-06-14

 نزار العبادي

 

ماكان تفجير الناقلتين في بحر عمان يوم الخميس عملا مفاجئا، فالرياض لم تعقد قمة مكة إلا تمهيدا لحدث كبير يمنح حلفائها مسوغ تدويل العقوبات الأمريكية على إيران عبر مجلس الامن الدولي، بعد أن فشل ترامب بفرض الالتزام بها على أوروبا وآسيا بصيغتها الأحادية.. وقد تكشف الساعات المقبلة حراكا خليجيا لتقديم شكوى على إيران لدى مجلس الامن الدولي.

فالولايات المتحدة تدرك أن خيار الحرب نتائجه كارثية، ولاتطمح باكثر من الحصار المحكم، غير أن الرياض وأبو ظبي تقرأ الخيارات بحسابات مأزقها المحرج في اليمن، بعد أن أصبحت كل اراضيها اهدافا للطائرات الانتحارية المسيرة، بعد خمسة أعوام على الحرب.. وايضا بحسابات ازمتها مع قطر، وقلقها من البحرين، ورفضها بقاء سلطة العراق بيد شيعته، واستعادة تماسكه الوطني وقوته.. فهي تعد كل هذه الأطراف (محور رأسه إيران)..!

لقد تزامن تفجير الناقلتين مع زيارة رئيس الوزراء الياباني لإيران الرامية لنزع فتيل الازمة، لتكشف هوية الفاعل بأنه الطرف الساعي للحرب.. ويؤكد ذلك أن احدى الناقلتين ترفع علم جزر المارشال، وهي دويلة استقلت من امريكا في 1986، ولايتجاوز سكانها 52 ألف نسمة، وأصبحت إحدى أهم القواعد العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي.. ولاشك ان الحدث سيدخل بوصف استهداف مصالح أمريكا.

كما أن التفجير وقع بالمنطقة القريبة من السواحل الإيرانية، لتذهب أصابع الاتهام لإيران، وهو ماحدث بالضبط بإعلان واشنطن بعد ساعات منه اتهام طهران بالعملية.

ويبدو ان الخليج لم يتعلم بعد قواعد لعبة الكبار، ففي الوقت الذي تظن اقطابه ان شن الحرب على إيران سيحسم الجبهة اليمنية، ويفقد العراق عمقه الاستراتيجي، ويبدد خطر المقاومة على إسرائيل، فإن الولايات المتحدة التي بلغت مبيعات اسلحتها للسعودية وحدها بين 2014-2018 اكثر من 20٪ من إجمالي مبيعاتها، والتي يعترف "ترامب" بابتزاز انظمتها مئات مليارات الدولارات "بمكالمة هاتفية"، لن تفرط ب"الفزاعة الإيرانية"، ولن تفرط أيضا بفرصة اعلان "صفقة القرن" منتصف الشهر الجاري، وفرصة تدويل العقوبات الاقتصادية على ايران، ولا بكل مشاريعها السياسية في المنطقة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك