المقالات

الكهرباء والشعب ونسخ صدام


اسعد عبدالله عبدعلي assad_assa@ymail.com

 

قرر ان يجلس يشاهد التلفزيون بعد يوم متعب, ايام الحصار لا تنتهي والرزق متعسر, وجواسيس البعث لا يشغلهم الا كتابة التقارير لقطع رقاب الجيران, لا خيرات كثيرة امامه في التلفزيون, فهما قناتين فقط, وكلتاهما بيد النظام واحدة بيد صدام والاخرى بيد عدي صدام! قناة عدي "الشباب" رقص وغناء وترويج لابن الطاغية, اما قناة العراق فالأخبار لا تنتهي عن معجزات الصنم صدام, وعن اجتماعاته التي لا تنتهي مع زبانيته.

الخبر على قناة العراق ملخصه : "اجتماع القيادة القطرية لحزب البعث بتاريخ 13/ شباط من عام 1999 وقررت ما يلي, اولا: الاستمرار بسحق الشعب, عبر استمرار الضغط على محاور السكن والخدمات والعمل والامان, فيمنع ايصال الخدمات للمواطن, والاهم بينها الكهرباء فيتم قطعها بحيث يذوق الشعب لهيب حزيران".

هكذا كنا بالأمس, قرارات النظام المستبد تتلخص في عملية سحق الشعب وبشكل ممنهج, والاستمرار بمنعه من ابسط حقوقه (الخدمات), وهكذا يصبح كرسي الحكم في مأمن حيث يدور الشعب في دوامة الضغط وضياع الحقوق.

كل التوقعات تشير الى ان الظلم سيزول مع زوال حكم صدام, وان الحكام الجدد سينصفون اهل العراق.

لكن ها هو حاضرنا نستشعر فيه تواجد النفس البعثي, ونجد ان الارادة الصدامية هي من تتحكم بالواقع, حيث المنهج نفس المنهج في سحق الشعب عبر منعه من ابسط حقوقه, فيستمر منع ايصال الخدمات للمواطن, واهمها الكهرباء, والتي ارتبط بها اغلب مكاسب الحياة الحالية, ومن دونها تتوقف الحياة, فقرارات صدام ضد الشعب العراقي مازالت مطبقة من قبل حلف الاحزاب! والذي يحكم البلاد بعد الطاغية, وهذا يدفعنا لثلاث فروض لتفسير اتباع سلوك صدام في الحكم:

الفرض الاول: انهم وجدوا في اسلوب صدام بالحكم المنهج الاصلح لحكم الشعب العراقي؟!

الفرض الثاني: ان ما يحصل هو فرض من قوى خارجية على الدمى العراقية (الاحزاب) وما عليها الا الطاعة.

الفرض الثالث: انهم يحلمون جبلا من الكراهية ضد الشعب العراقي, لذلك يمارسون بحزم وقوة منع وصول الشعب لأبسط حقوقه, مثل خدمة الكهرباء.

• اخيرا:

ثلاث فروض كلها بشعة, وكلها تفسر لنا سلوك الطبقة الحاكمة والاحزاب بحق الشعب العراقي, فاليوم الحاكمون يسيرون بنهج صدامي فاضح, عبر تجاهل حقوق الشعب, كالسكن والخدمات والعمل والامن, لكي يتم سحق ارادة الشعب ويصبح الحكام بمأمن ومن دون معارضة جماهيرية حقيقية.

عسى ان يفهم الشعب الفرق بين الشياطين والملائكة, ويميز الخبيث من الطيب, ويفهم واقع الحكام بتعقل ووعي بعيد عن التقديس وعبادة الاشخاص.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك