المقالات

يا حسين بضمائرنا..الفتوى ومسيرة الاربعين


عبد الحسين الظالمي

 

مرة اخرى يقفز امامنا عنوانين بارزين المجاهد والشهيد..!

خاض العراقيون بمختلف اصنافهم وبمختلف الاساليب؛ نضال مرير ضد اكبر طاغية في العصر الحديث ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ذهب الشهيد متوضئا بدمه الطاهر وبقى المجاهد يتوضأ بعرق الجبين كفاحا وجهادا صامتا .

البعض للاسف اخذتة الدنيا وملذاتها وغرتة المناصب وأستبدل الاخرة بالدنيا بعد ان اشتراها بعز الشباب وكفاح ايام العس ، غرتهم المناصب ونسوا ايام التغني بقصيدة ( يا حسين بضمائرنا... صحنا بيك امنا ، مو صيحة عواطف هاي هذه من عقائدنا) عندما كانت البي كي سي محمولة على الكتف باليد اليسرى واليد اليمنى تتناغم مع القصيدة .

اما اليوم؛ فالبعض يد تلاعب المسبحة؛ ويد تلاعب الايفون (حبيبي كم سعر السوق اليوم) وامام هؤلاء استمر طيف عريض من المجاهدين، في مسيرة الحياة بين كبوة ونهوض ، البعض منهم وصل به الحال الى ان يعيش الكفاف، على "عربانة" في السوق او عمل ما، تشدهم مراقد اهل البيت "ع"، يلوذون بها بعد ان تضيق الصدور، ويشدون الرحال كلما حانت زيارة الاربعين مشيا على الاقدام، مستذكرين مسيرات الجهاد ايام السنوات الصعبة، مشنفين الاذان بـ "ياحسين بضمائرنا"، داعين الله ان يفتح باب الجهاد ليعود العز وأيام الساتر، وان تتحول (ياليتنا كنا معكم فانفوز فوزا عظيما)، تخطوا الاقدام نحو قبلة العشق، والتي طالما حلموا في المسير اليها، تقودهم الجموع الغفيرة، التي اراد الله بها شأن لا يعلمه الا هو!

 امام هذا الزحف وعليه، و ابل من النقد والتهجم والاتهام، حتى من بعض الاتباع دون الخصوم ولاعداء، حتى قالوا ما قالوا في المسيرة (اكل ولطم ونزهة) والبعض اتهم المسيرة بتعطيل شؤون الحياة، ولم يعلموا ان الله له في عباده شأن.

 تلك المسيرة وتلك الجموع الزاحفة نحو التضحية؛ كانت تبحث عن مصداق يجسد هتافها (ياليتنا كنا معكم )، وبين ليلة وضحاها تهب عاصفة سوداء، تحمل ذرات تراب اسود، يشم منه رائحة حوافر الجيش الاموي، ورماح تحمل رؤوس مطهرة ونسوة سبايا، اصاب الناس بالذهول، فينبري لها حبيب ابن مظاهر، قابضا على شيبتة الكريمة متوسلا بالامام "ع" ان يفتح الباب!

 تصدر الفتوى، تهب الجموع، الداخلين الى كربلاء يوميا ايام الزيارة الاربعينية ثلاثة ملاين، والمتطوعون الى الجبهة، ثلاثة ملاين..!..وهي ( حكمة الله).

ينفض المجاهدون القدماء تراب الايام؛ ويتصدرون الجموع نحو ساتر العشق؛ ويتركون لاصحاب الايفون، صور السيلفي في الخطوط الخلفية، من اولئك الضاحكون بالامس القريب.

هكذا وجد المخلصون باب الجهاد مشرعة، لا تميز بين قديم وجديد، وكانها فتحت لخاصة اولياءه، وتعالت اصوات ياحسين بضمائرنا مع ازير البي كي سي، ودماء علي الاكبر توشح العلم العراقي.

شهداء في سبيل الله؛ لتصبح قافلة الاربعين نعوشا متجهة نحو الجنة، يتكفل دجلة الغسل والتكفين والدفن، والفرات يسقي الذاهبين الى مقبرة السلام.

فتوى اعادة للمجاهد بصيص امل بالشهادة والحياة، وفتحت للمتاخرين باب التشرف بحمل هوية الجهاد بالنفس والاموال ،واعطت السائرين نحو الحسين الف مصداق، لترديد ياحسين بضمائرنا صحنا بيك امنا مو صيحة عواطف هاي هذه من مبادئنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك