عزيز الإبراهيمي
هذا نموذج للعامل في حقل السياسة في احدى بلدان الشرق الاوسط له ما يميزه ويجعله فريدا من بين الساسة في طول الارض وعرضها.
هدف هذا النوع من الساسة هو الحفاظ على موقعه المتميز في الحكم والتمتع بامتيازات الموقع وما يوفره من حماية لنفسه وتنمية لمصالحه.
لا يحمل هذا النموذج مبادىء ولا قيم ولا مسؤولية ولا فكر يمكن من خلاله تشخيصه ومعرفة اتجاهه ازاء القضايا المختلفة فهو يعشق المناطق الرمادية التي تمكنه من اختيار لونه حسب مقتضيات مصلحته, فلا تجد له رؤية في جميع المجالات سوى عموميات خرقاء توفر له سبل المناورة عندما تقتضي المصلحة موقفا مغايرا في المستقبل.
هويته الدينية خلطا عجيبا بين الالتزام الديني وتصدر قائمة المصلين ومقيمي الشعائر عندما يكون هناك وهجا وتيارا للتدين في المجتمع, وعند نضوب تلك المشاعر تجده على قائمة المنادين بفصل الدين عن السياسة ومن مروجي الإلحاد والمجدفين على عقائد الناس وتقاليدهم مادامت الأكثرية قد نضب رصيدها الديني واخذت بالنفرة من الالتزامات الشرعية.
اما عن رؤيته بخصوص مسائل المجتمع فحينا يكون من المطالبين بتحصين المجتمع وإيجاد أسوار العفة والحصانة له واخرى يتماهى مع الشواذ والمثلية وذلك حسب وجود التيار الذي يضمن له ان يكون مبرزا في مجتمع الساسة وحلبة الاعلام.
وفي الاقتصاد فحاله يشبه الحمار الناهق فلا يدري كيف يسير البلد وليس مهتما بمنتهى سيره, فتجده يردد بعض كلمات الداعين الى اقتصاد السوق وعمليا يدعو إلى بقاء النظام الاشتراكي.
اهم ما يميز هذا النوع من الساسة هو الطبيعة القردية التي تؤمن له القفز السريع الى حيث تحتاج المصلحة فلا يستحي من تبدلات أفكاره ولا تناقض مواقفه, فهو يحتقر المجتمع الذي يخاطبه وليس معنيا عن رفع مستوى وعيه فخطابه موجه الى البسطاء لانه يعلم انه قادر على خداعهم ولا يهتم كثيرا باهل الوعي والثقافة لانه يدرك انهم عاجزين عن ايقافه ليأسهم وتشتتهم.
العمل السياسي بحاجة الى قوانين تهذب حركة هؤلاء والى وعي سياسي لدى المجتمع يعري خداعهم ويكشف تلاعبهم والا ستكون ظاهرة تبديل الجلود هي السائدة والتملص من المسؤولية هو المنهج.
https://telegram.me/buratha