عبد الحسين الظالمي
عندما تعرض العراق الى هزة عنيفة كادت ان تجعله مقطعا في احسن الاحوال اذا ما هددت وجوده كدولة .
امام هذا الواقع انبرت العقيدة لتقول كلمتها الفصل وتضع النقاط على الحروف وبسطر واحد فقط هبت الملاين دفاعا عن العراق الذي عد ترابه مقداسا من الشمال الى الجنوب على ضوء الفتوى التي اوضحت ان من يقتل في هذه المنازلة شهيد ،والشهادة تعني ان المهمة مقدسة والارض مقدسة والنتيجة مقدسة نصر كانت ام شهادة.
ومع اول يوم من الفتوى تشكل الحشد الشعبي على ضوء فتوى لعب اعتقاد الناس بها محورا اساسيا في عملية التشكيل اذ تطوعت الناس شيب وشباب للدفاع عن الوطن بدون ادنى تفكير بمنفعة شخصية ولا هي فرصة عمل بل بالعكس تماما ترك الناس مصادر رزقهم وتوجهوا الى الجبهات، اذا مادفع الناس هو الاعتقاد وعلى ذلك ترتبت النتائج.
سر القوة:
لم يكن ابناء الحشد مدربين بمستوى عال يفوق مستوى عدوهم ولم يكونوا يمتلكون اسلحة متطورة ولا ادوات ولا تجهيزات اذا فماذا يمتلكون؟ ومن اين سر قوتهم وانتصارهم؟
نظرة بسيطة الى خلفية التشكيل والدوافع تجيب على السوال بكل وضوح، وهو الايمان العقائدي بان القضية مقدسة فعلا ونتيجةً، نصرا كان او شهادة.
وهذا هو السر الاول واما السر الثاني وهو وحدة الشعب ودعمه واسناده ووقوفه خلف ابناءه وايمانه المطلق بقضيته المقدسة مما اشعاع جو من التماسك ورفع للمعنويات التي حاول الاعداء بتدميرها وفق خطط نفسية ومخابرتية اشاعة الرعب والخوف بين ابناء الشعب والقوات المسلحة وقتلت فيهم الروح الوطنية والمعنوية والسر الثالث هو النفحات الروحية من المرجعية ومتابعتها للمسيرة بطرفيها سواء كانت المرجعية التي افتت وتابعت او التي ايدت ودعمت وساندةً.
عندما هبت عاصفة الحشد انقلب السحر على الساحر وكان الاعداء كالعصف المنفوش .
فاذا كان الاساس عقائدي والذي شكل سر قوة الحشد فمن يحاول ابعاد الحشد او حله او تذوبيه فهذا يعني القضاء على اس من اسس قوته وسر من اسرار انتصاره ، وبالمناسبة ان العراق ليس بحاجة الى جيش وقوى امنية جرارة بقدر حاجته الى قوات عقائدية مومنة بعدالة القضية وقداستها محصنة من خطط الاعداء وعواصف اشاعاتها وحروبه النفسية ومدربة تدريبا علميا وتسليحها متطورا ،
وفي نفس الوقت فان الحشد وبعد ان صدر قانون تشكيله يتطلب تقنين مساره وبيان تشكيلاته وضبط حركته وتطهير مؤسساته وتحصينها من اي خرق او تسلل او وجود لضعفاء النفوس واصحاب المنافع وهذا شىء جدا طبيعي مع هذا العدد الكبير المترامي وعجالة التشكيل التي فرضتها ظروف المعركة .
اذا تقنين وضع الحشد مطلب لا يقل اهمية عن مطلب حمايته من محاولات الحل او التذويب وهذه الموازنة الحقة بين المحافظة على اس تشكيل الحشد وهي عقيدته من جهة وتقنينه وحمايته من فكرة الحل او فكرة التذويب او الانفلات هذه الموازنة مطلوبة بشكل حتمي لا يمكن التنازل عنها ابدا .
الحشد يجب ان يبقى حشدا عقائديا ينهل من العقيدة (المرجعية) ويغذى بالفكر السياسي المنسجم مع توجهات المرجعية .
وكذلك يجب ان تقنن مسارتة وارتباطة وهيكليتة ونظامة المالي والتسليحي وقوانين ضبطة وامتيازاتة والمحافظة على ارثة من تضحيات واماكن توزيعه وتواجدة وطرق ترقيته وتطويره واختيار قيادته وقنوات ومصادر اوامره ووسائل ارتباطه وتنسيقه مع القوات العراقية الاخرى.
اذا الموازنة مطلوبة بشكل واضح ودقيق حتى يمكن ان تودي هذه الموسسة الامنية دورها الالهي الوطني بالدفاع عن الوطن (المقدس ارضا وشعبا)
فكل من اراد لهذه المؤسسة ان تنتهي او تحل فقد جافى الحقيقة وظلم الوطن وخان الامانة وكل من يسعى لتذويب هوية الحشد ودمجه بشكل تام فقد ظلم الوطن وحرمة من قوة عزة وكرامته وصمام امانه امام عواصف الفتن الداخلية والخارجية وكل من يريد ان يبقى الحشد ورقة سياسية بيده او يبقى الحشد يعاني من انفلات البعض ويبعده عن جادة جعله مؤسسة منتظمة تعمل بنظام اداري محكم وقانون ضبط وسلسلة مراجع واضحة ومصدر اوامره فقد ظلم الحشد وساعده على تدمير سر قوته ووجوده ومن هنا نطالب السيد رئيس الوزراء رعاية هذه الموازنة وضبط ايقاعها بدقة وهذه امانة وطن ودماء شهداء وزرع مرجعية والله الموفق...
https://telegram.me/buratha