عبد الحسين الظالمي
المتتبع لشخصية صدام لايشك بطريقته واسلوبه الاقصائي لكل من يقف في طريقه او يعيق طموحه النفسي المريض حتى لو كان من اقرب المقربين وما حادثة حسين كامل الا واحدة من مصاديق سلوك هذا الرجل الذي تشير سلوكياته وتنشئته وحتى اسمه الى ذلك سواء في تعامله مع رفاق دربه ومنهجه او مع الذي يعارضه ويشكل تهديدا عليه حتى لو كان بالشبهة؟.
الحياة لها مدبر هو الذي يتحكم بقوانين حركتها وهو الذي يضع قواعد حركتها ولا يمكن لاحد مهما بلغ مبلغ الطغيان فيه ان يخرج من هذه القواعد .
ولكن حكمة المدبر هي التي ترسم مسار الحياة وتثبت نقاط الانعطاف فيها (الله يمهل ولا يهمل) ولكن في ذلك حكمة ( الظالم سيفي انتقم به ونتقم منه) وتلك ايضا حكمة و(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) وقيل ايضا (وبشر القاتل بالقتل) تلك قواعد وضعها مدبر الكون والحياة لتسير بها الحياة وفق ارادته ..
فصدام لم يكن ظاهره غريبة سلوكا ومنهجا ولكن قد يكون الظاهرة الاعنف على اقل تقدير في القرون المتاخرة. هكذا امهله الله ولكنه لم يهمله واذاقه بنفس الكأس الذي اذاق به خصومه ليكون عبره لمن يعتبر.
تمادي النظام البعثي الصدامي وهنا اكرر التاكيد الصدامي، بمحاربتة للدين وتباعة حتى استطاع ان يرتكب جريمة العصر بحرمان العراق والعالم من عالم فطحل يمكن ان يغير وجه التاريخ (ولا استبعد ان ذلك تم بمؤامرة لضرب نهج الشهيد الاول محمد باقر الصدر لانه يهدد عروش فكر) . معتقدا ان بالقتل والتغيب يمكن ان يحمي نفسه ونظامه وهو لا يعي ولا يفهم القواعد الالهية في الحياة لذلك تجاوز كل الحدود فدمر وتدمر .
ظاهرة بروز الشهيد الثاني (محمد محمد صادق الصدر قدسة روحه) سواء كانت بعلم او تجاهل او او بدون علم من قبل النظام (واقصد هنا بالعلم ليس كما يذهب الاخرون بل اقصد انه كان مطلع عن تنامي حركة الشهيد وتاثيرها ولكن الله اعمى فكره وعيونه) فهي دليل على ان ارادة الله ارادت شىء والطغاة يريدون شىء اخر وما تكون الا ارادة الله.
(رعاية فرعون لموسى طفلا ). لذلك تغاضى صدام عن ظاهرة الشهيد الصدر الثاني حتى تعاظمت وما ذلك الا ارادة الهية وبيان حجة لذلك سخر الله منبر صلاة الجمعة (ظاهرا منبر الجمعه له قصة وجود مع العراقي).
فمنه انطلق الصدر الثاني وهز اركان الظالم واحدث حركة فكرية ثورية في زمن اراد النظام قتل هذا الحس بالتخويف والترهيب وتصور انه نجح ، ومن نفس المنبر اراد الله انقاذ العراق وحماية مقدساته وارضه واهله من داعش ومن يقف خلفهم .
روج النظام لفكرة المرجع العربي جهلا منه بفكر المرجعية والانابة ليضرب المرجعية نفسها بنفسها وتصور واهما ان بافكاره هذه سوف يصل الى مرامه ولكن لله شأن غير الذي خطط له الطاغية ومضت الامور.
وسرعان ما ادرك النظام انه حفر قبره بيده فبادر الى استخدام نفس طريقته وهي القتل والتغييب؛ لذلك اقدم على جريمته النكراء فاجهز على الشهيد الثاني وقتله مع ابناءه واخرج مسرحية واهمة انه سوف يضرب المرجعية بالمرجعية منطلقا من فكره المتحجر المادي الضيق الذي لا ينظر الى ابعد من كرسيه وغفل ان لله جنود يمد بهم الحياة لتمضي وتستمر ولله اولياء يتواجدون حيث ارادة الله فمرة منبر الجمعة يصنع ثوره فكرية ومرة المنبر يصنع حشدا .!
لله في امره شأن فلا يغرنكم بالله الغرور لذلك نقول منبر الجمعة هو منبر الثورة ومنبر المعركة ومنبر الاشعاع الفكري وااخلاقي
ومن هنا اخذت صلاة الجمعة اهميتها الكبيرة في التاريخ الاسلامي رغم ما اعتراها من وعاظ السلاطين ولكن هذا المنبر يبقى يشكل ثنائيا مهما مع العمود الثاني وهو المنبر الحسيني والذي سوف نفرد له القسم الثاني من هذا البحث والله ولي التوفيق .
https://telegram.me/buratha