عبد الحسين الظالمي
العراق تاريخ متجذر عمره اكثر من سبعة الالف سنة . على هذه الارض سن اول قانون وكتبت اول لوحة عرف من خلالها الانسان الكتابة والقراءة . هذه الارض التي حباها الله بكل النعم المادية والمعنوية وحتى الطبيعية
وحتى الموقع الذي جعل العراق يربط الشرق بالغرب وبذلك يكون اقصر الطرق نحو اوربا تمر من العراق باتجاه تركيا .
هذا البلد الذي اختارة الله ليكون مهبط للانبياء والرسل ومقر لدولة الخلافة الاسلامية في زمن الخليفة الرابع ، كذلك جعل فيه مراقد الانبياء و الاولياء والصالحين .
العراق بلد المقدسات وبلد البطولة وبلد العلم والعلماء . يكاد يكون متفردا بكل شىء في ارضه واهلة ورافديه وبتاريخه وحتى في التكوينة الاجتماعية والاثنية ، ويكاد يكون من الدول الشابة الذي تفوق فيه نسبة الشباب على النسب العمرية الاخرى ، فيه النفط والغاز والكبريت ومغنيسيوم والزجاج والمواد الانشائية وفيه مختلف الانواع الزراعية بلد يمتلك الماضي والحاضر والمستقبل بمقوماته الذاتية كما يمتلك المقومات الروحية من مراقد واثار قل نضيرها والتي تمده في البقاء والاستمرار وتطوره ماديا ومعنويا . بلد يمتلك كل فرص الرقي والتطور
يمتلك اخر برميل نفط ينتج في العالم بعد ٥٢٠ سنة من الان يمتلك غاز لو استثمر لكان افضل بلد في مجال انتاج الطاقة ، بلد يمتلك منفذا بحريا مهما يمكن ان يكون اكثر منافذ المنطقة حيوية ( ميناء الفاو ) الذي يجعل العراق اقل الطرق ترانسيت على البضاعة الذاهبة الى اوربا او العكس فكل الطرق الاخرى تتطلب المرور باكثر من دولة سوى العراق من الفاو الى تركيا بوابة اوربا ( والتي تعد المستهلك الاول في العالم للغاز نتيجة انخفاض درجات الحرارة فيها ) هذا الغاز الذي ياتي من الشرق ، قطر وايران ودول اخرى والقسم الاخر من روسيا يمكن ان تمرانابيبه من خلال العراق والذي لم يعد كل هذا كافيا لسد حاجة اوربا .
العراق مثلما كان مفتاح العالم الحضاري فهو مفتاح العالم الاقتصادي علما ان الامارات ومدينة دبي ( المركز المالي البديل عن هونك كونك سوف لم يستمر طويلا ) وسوف يبحث المال العالمي عن مركز اكثر فاعلية ومداومة .
كل هذة الخيرات والنعم ، والذي يراجع تاريخ العراق يجد ان العراق لم ينعم بها بالشكل الصحيح بل يمكن ان تكون قد انقلبت ضده فلم يمض عقد من الزمن او عقدين الا وكانت هناك حرب تدور على ارضه بشكل مباشر او غير مباشر واذا لم تكن حرب مباشرة فبديلها استعمار ونهب للثروات هذه الصراعات والحروب التي اهدرت كل هذا الطاقات الكامنة بالقوة والفعل في العراق ، لانريد ان نذهب بعيد فمنذ قرنين ( العشرين والواحد والعشرين )وهو ما يزال في مطلعه ، هناك اكثر من عشرة حروب واكثر من خمس صراعات دموية ضربت العراق بالاضافة الى الاستعمار الذي نهب ثروات البلد واشعل فتيل الفتنة فيه لاكثر من مرة .
فهل قدر العراق ان يعيش ابناءه على بحيرة من ذهب اسود وهم افقر شعوب المنطقة ؟ وهل قدر العراق ان تكون هذه النعم سببا للبلاء ؟.
ام ان هذة النعم هي السبب الذي يجعل الكل يسعى ليبقى العراق ضعيفا .
محيط العراق من مصلحتة الوطنية والقومية ان يبقى العراق يعيش على مغذي صادراتهم ، فهو سوق واعد لمن يريد ان يدخله ، والعراق ضعيف حلم كل الجيران لان قوته سوف تصبح سبب لفقدانهم لما هم فيه الان . ،
ابنائهم ينعمون في اوربا وفي ارقى مراكز التعليم ونحن ابنائنا في وادي السلام يرقدون هم يبنون ونحن حطب حروب وصراعات يعد فتيل اغلبها خارج الحدود ولكنه يشتعل داخل الحدود العراقية .
هل هي لعنة دم طاهر سفك ؟ ام هي لعنة نكران نعمة والعزوف عن شكرها ؟ ، قد يسال سائل ويقول كل الشعوب هكذا ؟ والجواب من يكون قد حباه الله بكل هذه النعم وجعل ارضه كنز للدنيا مطهرة باقدس انبياء واوصياء الله بالتاكيد حسابه يكون على قدر هذه النعم ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ( وان شكرتم لازيدنكم ) .
اذا زيادة النعم وبقائها تحتاج شكر وتحتاج احترام تحتاج توظيف صحيح لاعمار الارض وليس الافساد فيها تحتاج ان تعظم فيها شعائر الله فعلا صادقا وليس قولا ، النعم تحتاج زكاة وتطهير وتراحم وبرا بالوالدين وصلة رحم حتى لا يسلط الله عليكم اشراركم فتدعون فلا يستجاب لكم .
الكل الغني والفقير والمسوول والرعية المريض والسليم الكبير والصغير الكل تشتكي الضنك بالحياة ولا يكاد احد منا لا يخلوا يوميا من عشرات الاهات ويتأفف قياما وقعود ونحن نمر مرور الكرام على السبب والذي اشار الية خالق الحياة والكون ومدبر الامور
( ومن اعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ).
ولم يكن الذكر المقصود مجرد لقلقة لسان يكاد احدنا لا يفقه ما يقول وذا غفل عن شىء تذكره في صلاتة ، الذكر شكر وفعل .
الذكر يحتاج ضريبة والضريبة هي ان تقدروا الله حق قدره وعندها لا نحتاج الى لعن الدنيا والساعة التي ولدنا فيها ولا نحتاج مسوولا ندعو عليه وهو يزاد ثراء ولا نظام اداري يكفرك بكل القيم حين يجعلك القدر مضطرا لمراجعة احد الدوائر . لان الموظف الذي يذكر الله حقا ، يجعل خدمتة للاخرين عبادة وشكرا على نعمة خصه الله بها دون غيره ( من نعم الله عليك ان يجعل حاجة الناس اليك) . اللهم اسالك الصلاح والنجاح .
https://telegram.me/buratha