عبد الحسين الظالمي
عام ١٩٧٩ انتصرالامام الخميني رحمة الله عليه على اكبر طاغية في المنطقة واعلن الشعب الايراني في استفتاء عام الجمهورية الاسلامية كنظام يحكم الدولة والشعب في ايران على اعقاب نظام ملكي شاهنشاهي ، وبالتاكيد ذلك لم يرق لدوائر الاستكبار وخصوصا الشيطان الاكبر، وكان فقد عميلهم وشرطي المنطقة حدث زلزل المنطقة ، في الوقت الذي لم يكن الموقف واضحا وما سوف تكون عليه مواقف الجمهورية الاسلامية ولكنهم بمجرد ان سقط صنمهم في ايران تحركت شياطينهم فأوعزوا الى شيطان طامح وحاكم متهور وبامداد من بني سلول الى اعلان الحرب على الجمهورية الاسلامية وهي لازالت فتية ولم يمض على وجودها سوى اقل من سنة تقريبا .
اعلان الحرب ........
في الشهر التاسع من عام ١٩٨٠ المشؤوم اعلن صدام الحرب وزحفت القوات العراقية باتجاة الحدود الايرانية العراقية والتي لم يكن الطرف الاخر مستعدا لها ، وكان ظن صدام وتخطيطه ، ماهي الا ايام ويكون في طهران ويعلن عن اسقاط هذه التجربة كما اعلن اسلافه من قبل ، و كما ظن السعوديون في مغامرتهم الاخيرة على اليمن متأثيرين بخواطر حروب السبعنيات ( حرب تشرين . وحرب ٦٧) ونظرية الحروب الخاطفة .
مضت الحرب وكل يوم يمضي منها وهي تطحن بشرا وثروات من كلا الشعبين قوافل تتلوا قوافل ضحايا حرب قتلى واسرى وجرحى وارامل وايتام.
حتى اصبح السواد ميزة الاحياء العراقية فلا يخلو شارع او حي او منطقة من فقد عزيز حتى قيل تندرا ( توابيت النجف كلها الك ياجيشنا الغالي )
واكثر جهة استفادت انذاك هم ( الدفانين ) وهكذا هو الحال مع الجمهورية الاسلامية اذ فقدت خيرت شبابها الثوري في حرب ضروس اكلت الاخضر واليابس . تلك الحرب التي اهدرت ثروات اقوى بلدين اسلامين في المنطقة.
مرت الايام والاشهر والسنوات ثقيلة على الشعبين حتى حان عامها الثامن ليحل يوم نهايتها في ٨ اب عام ١٩٨٨
وعندها تنفس الناس الصعداء لا لشىء بل فرحين بسلامة من لم تتطحنه الحرب وتجعله وقودا لها ومعتقدين ايضا ان تجربة الثمان سنوات المرة والمهلكة سوف تكون عبرة لابعاد العراق عن الحرب مئة عام .
بقت غصت بقاء النظام الذي تسبب في كل هذا الدمار في قلوب اولئك الذين يعرفون ان مأساتهم سوف لم تتوقف والدماء سوف يبقى نزيفها مستمر ولكن هذه المرة وحده الشعب العراقي من سوف يتحمل هذا النزف ، ومضت الايام على المجاهدين مرة والحمل الثقيل يورقهم (وهي كذلك على من يعيشون في معاقل سجون صدام والذين لايطيقون بقائة من ابناء الشعب ) .
متطلبات ايقاف الحرب تفرض شروطها ومنها تحديد حركة المجاهدين الذين نذروا انفسهم للقضاء على هذا النظام الذين خبروا طبعه وسلوكه ومنهجه ، مرت الايام ثقيلة وبعض الاخوة ضاقت بهم الارض وفكر البعض منهم بالهجرة والبعض اسلم امره الى الله، فبين شوق للوطن وامل كان كبير على ان الحرب سوف تضع حدا لهذا المجرم الذي عاث في الارض فساد واهدر مايقرب ٦٠٠ مليار دولار من ثروات العراق بالاضافة الى عشرات الالاف من خيرة شبابه ضحايا في حرب خاسرة .
بين الشوق والحنين والواقع الذي بدى يؤشر ان النظام خرج من الحرب قوي معافى نتيجة الدعم والاسناد العربي والدولي (ليس حبا بمعاوية ولكن بغضا لعلي ).
امام هذا الواقع وماكان يشاع من دعاية ضد المجاهدين ووجودهم والعوائل العراقية انذاك في ايران وضد القيادة الاسلامية العراقية والتي كانت متواجدة في اير ان وعلى راسهم قيادة المجلس الاعلى بقيادة شهيد المحراب رحمة الله عليه والحركات الاسلامية الاخرى وضغط النظام على الجمهورية الاسلامية لانهاء ملف المعارضة كجزء من اشتراطات نهاية الحرب التي انتهت بتوازن ملحوظ بين الطرفين ( وحقا كانت حرب عالمية ضد الجمهورية الاسلامية ) . امام هذا الواقع المرير لم يستسلم المجاهدين وقيادتهم السياسية والجهادية وبقوا صامدين متوكلين على الله
وكثيرا ما كنت اسمع قول بعضهم مرددا الاية الكريمة ( خلق الانسان على عجل سأوريكم اياية فلا تستعجلون ).
وفي يوم كنا نعد فيه العدة في احد معسكراتنا لاقامة مراسم قراءة المقتل في العاشر من محرم سنة ١٩٩٠ وفي تمام الساعة السابعة صباحا وقد كنت مسوول الاعلام في وقتها ومعتاد ان اسمع النشرة الصباحية بي بي سي واذا بالخبر الصاعقة يصفعني وانا غير مصدق ( العراق يهاجم الكويت والرئيس العراقي يعلن ان الكويت ستعود جزءا من العراق كما كانت )ز
عند سماعي لذلك الخبر الذي جعل قدماي عاجزة ان تسير بي نحو تجمع المجاهدين الذين لم يسمع احدهم بالخبر لحد لحظة وصولي لهم وعندما ابلغتهم بذلك الخبر لم يصدق اغلبهم وتصوروا ان ذلك مزح ثقيل ليس في محله.
ولكن سرعان اما ابلغنا بالانذار وانقلبت الامور راسا على عقب وتبدلت الحيرة الى قضية اكبر وهي ماذا سوف تكون النتائج ؟ وماهي ردود الفعل وماهو موقفنا من النظام الذي سوف يكون وضعة مختلف فيما لو تحقق له ماراد ؟ كل ذلك وما بعدها من تطورات الاوضاع وفلتان زمام الامور من يد النظام والتدخل الامريكي الاممي وانعكاس ذلك على موقف القيادة السياسية الاسلامية وموقف المجاهدين من تلك الاحداث والتي نتعرض لها بالعموميات ونترك التفاصيل لاصحاب الاختصاص والقرار في الجزء الثاني من هذا المقال .بعون من الله تعالى .
ــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha