عبد الحسين الظالمي
في كل المجتمعات هناك طيف عام من الناس وهذا الطيف العام مختلف الفهم والتوجه لما يدور حولة من قضايا عامةً لظروف تتعلق بمستوى الوعي او بالمستوى المعاشي او لهموم العمل وصراع الحياة والبعض اصلا لا يعير اهتمام لما يدور حوله ويكتفي بوضعه الشخصي.
فيما البعض الاخر من ابناء المجتمع تثيرهم هذه الاحداث والوقائع مما يجعلهم يتفاعلون معها وبدوافع مختلفة منها شخصية أو وطنية وحزبية ومهنية؛ وهولاء الذين يمتلكون الوعي والدافع ، هم الذين نطلق عليهم نخب الشعب أي الصفوة من ابناءه الذين يمتلكون وعيا ودافعا يجعلهم يتاثرون بما حولهم من احداث ويتفاعلون معها سلبا وايجابا فيؤثرون على التوجه العام للمجتمع (العقل الجمعي) .
وبصراحه لم اجد تعريفا شاملا متفق عليخ حول معنى مصطلح النخبة او النخب وعلى من ينطبق بالضبط ؟ ولكن الواقع والتجارب تشير الى اولئك الذين يملكون وعيا ودافعا يجعلهم يتفاعلون مع الاحداث مما يصبح لهم تاثير في العقل الجمعي للمجتمع والمحيط الذي يتواجدون فيخ وبذلك يساهمون بشكل فاعل مع ادوات صناعة الراي العام من اعلام ومنظمات ونقابات واحزاب وكيانات وعشائر وعلماء دين وطلبة وعمال واساتذة وكتاب ومثقفين وفنانين ورياضين وهولاء كلهم يمكن ان يصطلح على كلهم او بعضهم نخب المجتمع اذا اخرجنا منهم الاحزاب كاحزاب والموسسات ونبقي الاشخاص المؤثرين في محيطهم والذين يمتلكون وعيا ودافعا في المجا لات التي ذكرت اعلاة .
وخلاصة القول ان هذه النخب في واقعنا في العراق اما ان تكون متأدلجة (اما حزبيا او طائفيا او قوميا).
او تتحرك بدافع شخصي او من خلال منظمات تتحرك لتحقيق هدف معين او البعض منهم متاثر بالتنافس السياسي او الوظيفي او ناتج من ضغوطات العمل او نقص في شوون الحياة او فشل في منافسة معينة لذلك ترى اغلبهم ساخط دون ان يعرف اسباب سخطة وسبل معالجتها لذلك تره يكتفي بالنقد والسب والتهجم دون ان يحاكي الواقع ودون ان يسال نفسة ماذا كنت فاعلا لو كنت محل من انتقد ؟ وبشكل منصف وموضوعي وعملي ،
طبعا هذه لا يعني عدم وجود نخب منصفه ونماذج تصف الامور بشكل موضوعي وتناقش بشكل علمي وبدافع انساني وطني ولكن الطيف العام للنخب للاسف اقول هو غير ذلك بل بالعاكس منفعل مشدود يتاثر بالالفاظ دون محاكات الواقع ودون مناقشة الدليل وبعيد عن قاعدة ( نحن اصحاب الدليل ......) ، او منطق الاية الكريمة ( اذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ......)!
لقد غاب عنصر الدليل وكذلك عنصر فتبينوا واصبح الشد ولانفعال العاطفي مع القضايا هو الذي يحكم المواقف( حب وتكلم واكره وتكلم ) ولاراء لذلك اصبح من يريد المدح والتصفيق سواء كان شاعرا او خطيب او متكلم ماعلية الا وان يذكر الحكومة بسوء ، صحيح اننا شعب عاطفي وصحيح اننا نعاني ولكن ليس من الصحيح ان ننساق الى قضية الدور) من يتاثر بمن العقل الجمعي ام النخب ؟ ومن يصنع من ؟ .
ليس مهما ابدا وفق المنطق ان اقول شىء اراعي فية مزاج الاخر واجانب فيه الحقيقة فالحقيقة هي التي تفرض عليه نفسها ( قل الحق ولو على نفسك ) .
نحن شعب عاش تركة ثقيلة من القهر وكبت الراي ولافكار في مختلف المجالات تحت ضغط السلطة وهيمنتها مما جعلنا نظهر مالا نبطن نصفق ونحن غير مقتنعين ونؤيد وفي دواخلنا نرفض لذلك خلقنا شعب عيش حالة الازدواجية في الموقف فكثير ما يجعلنا نخفي الحقيقة ونتظاهر بخلافها .
(نتكلم ساعة او ربما اكثر وفي اخر الشوط يقول لك تريد الصدق ) ، دائما نضعف امام قول الحقيقة ومواجهة الامور بالحقائق رغم اننا نعتقد ان النجاة في الصدق ، وقل الحق ولو على نفسك وفي الواقع ندور حول ذلك كادوران الناعور بدون ماء موهمين ا نفسنا ان الاخر يظن اننا نجلب الماء.
لذلك ترى نخبنا منفعلة وليس فاعلة ومتاثرة وليس موثرة ، نرفض الفساد والكل تتكلم بذلك ولكن في الواقع الاغلب الاعم يعيش نوع من انواع الفساد واصبح الفساد ثقافة وسلوك مثله مثل النظافة الكل تردد النظافة من الايمان ولكن القلة من يضعون الامور موضعها ...
نتكلم بالراي والراي الاخر ولكن الانفعال والزعل هو سيد الموقف في نهاية المطاف .
نحن نحتاج نخب تجيد توجية البوصلة توجيها حقيقيا بدافع المصلحة العامة وبدافع الوطن سفينة الكل ان غرقت غرقنا وان علينا ان ننفض تركت الماضي ونعيش الواقع بماهو دون ازدواجية والتي اصبحت غير مبررة حاليا لزوال دوافعها واسبابها واصبح لزام علينا ان نعمل وفق الشرط الالهي ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى ..................يغيروا ما بانفسهم ) اذا حتمية مشروطة بحتى .
علينا ان ننصف الاشياء ونسمي الامور بمسمايتها علينا ان ننقد عندما يستوجب النقد وان نشجع حين تقتضي الحقيقة ذلك وان نزرع الامل حين نجد فرصة.
عمرها المعاول لم تبني دون ان يكون الى جوارها عقل ويد يبنيان ويصححان الاعوجاج ، فالهدم ليس الهدف بل البناء هو الهدف .
قد لا يعجب البعض هذا الراي ولكن اقول انني اعيش والمس هذا الواقع فهل اغالط نفسي والقي باذنب فقط على غيري والطبيب الذي ذهبت اليه لعالج مرضي النفسي الذي حدثتكم عنه وجده متفق مع الصيدلية الخاصة حتى يقط جيبيوليلا اجد له منشور يهاجم المفسدين والمسببين الفقر في بلدي !. وهو يعد من نخب المجتمع ، وكذا ذهبت الى الاعلامي الذي قرأت له كلام يتهمني فيه بدون دليل فقال ياخي دعني اداري لقمة عيشي وانت طيب وتسامح!
والاخر الذي حدثني ساعة حتى عددت الافقه فيما يقول وقد ختم الحديث ( تريد الصدق ) ويوميا اسمع قرقعة دون ان ارى خبز ، واختم القول من يصنع من النخب ام العقل الجمعي ؟ ومن يتاثر بمن ؟ .ام اننا اصبحنا كلنا عقلا جمعيا ونخب في مكان ما هي التي تضع الماء في ناعور مزارعنا ...اظن انني الليلة مريض واحتاج طبيب يقط جيبي .
https://telegram.me/buratha