عبد الحسين الظالمي
٨/٨ /١٩٨٨ في مثل هذا اليوم تنفس الشعبين العراقي والإيراني الهواء الطلق بدون ان يصاحبه البارود في مثل هذا اليوم وضعت الحرب الإيرانية العراقية (حرب الثمان سنوات) او حرب الخليج الأولى مهما كانت التسمية ، فهي الحرب التي قضت على ثروة طائلة من الأموال والطاقات البشرية لكل الشعبين ، تلك الحرب التي أراد منها الكبار ان تقضي على الشعبين العراقي والإيراني وان يدمر احدهما الآخر لتنتهي أسطورة التشيع التي أصبحت تورق الخليج وأمريكا.
هذه الحرب التي أشعل فتيلها الغرب وأجج نارها المال الخليجي وقادها طاغية ارعن ليحترق فيها شباب الشعبين وثرواتهم التي يعدان من اقوى وأغنى الشعوب في المنطقة.
الحرب ليس نزهه يذهب إليها القائد او الحاكم في لحظة يراد منها كسر إرادة الخصم حتى يتمكن من خلال ذلك فرض شروطه على الخصم لقضية كبرى تسحق التضحية والمجازفة بكل الاحتمالات ومنها احتمال خسارة الحرب . والذي يدقق في حيثيات ودوافع الحرب الإيرانية العراقية لا يجد لها أي مبرر يمكن أن يعتمده ولو بنسبة بسيطة سوى هوس الحاكم وخباثة المحرضين الذي ضربوا عصفورين بحجر .
ليس العبرة في الحرب والتضحيات بل العبرة في الاستفادة من تلك التجربة المريرة جدا التي خاضتها الدولتين واكتشفا بعد فوات الأوان أنها مؤامرة كبرى على الدولتين للتخلص منهم كقوى جبارة يمكن ان توجد في المنطقة ولكن ولآت حين مندم .
إيران استفادة من هذه الحرب وعالجت كل نقاط الخلل على مستوى التنمية وبناء الاقتصاد ومعالجة المشاكل في المنظومة الدفاعية للدولة
وطورت كل وسائل الإنتاج والزراعة لتصبح قوى لا يستهان بها في المنطقة كل ذلك نتيجة الاستفادة القصوى من دروس الحرب على العكس من العراق تماما الذي مضى حكامه في طيشهم ونزوتهم وغرورهم الأرعن الذي ادخل العراق في حرب أخرى ليس لها أول ولا نعرف متى تنتهي تداعياتها
وأثارها القريبة والبعيدة والتي دفع ثمنها الشعب العراقي أضعاف مضاعفة ولسان حالة يقول الحرب الإيرانية العراقية كانت أهون علينا من ما نحن فيه الآن.
ذلك الدرس البليغ الذي لم يستفاد منه النظام والذي كان يكفي ان يبعد العراق عن ويلات الحرب مئة عام على اقل تقدير لما عاناه الشعب من ويلات الحرب ومشاكلها وأثارها ، والمؤلم حقا ان المتسببين في توريط العراق بالحرب الأولى (الامريكان) هم نفسهم من جروه الى آتون حرب الخليج الثانية والفارق فيها أن الضحية هذه المرة أطرافها (الكويت والعراق) ليكون العراق هو كبش الفداء الأكبر والخاسر الأكبر والذي لم يستفاد من هذه المغامرة أيضا ومضى في نفس العنجهية التي قادت العراق الى الحرب الثالثة (حرب تحرير العراق) بعد حصار مقيت أدى الى أن تراجع العراق مئة عام الى الوراء بدون ابسط مبرر منطقي لكل ذلك.
شعب ونظام استفاد من الحرب وحولها الى فرصة ذهبية للتطور وفعلا طبق القول الشهير (الخير ما اختاره الله ) وذلك هو الذي يستحق الاحترام ، ونظام حكم امعن في ارتكاب نفس الخطا وكرره ثلاث مرات والذي يتركب خطا مدمر بهذا الشكل لا يستحق ان يتنفس الهواء لحظة واحدة ومن يمجد به او يحاول الترويج له فهو اكثر منه جريمة واكثر حماقة ويستحق ان يعاقب باقصى العقوبات حماية للشعب من اصحاب النزوات المهلكة وحقاقا للحق والمنطق والوطنية.
https://telegram.me/buratha