طالب الأحمد
ذات ليلة في خريف العام ٢٠١٢ رأيت نفسي في مشهد يوم القيامة المهيب..حشر من الناس لا أفق له..كل إنسان مشغول بذاته وانا وسط الجمع مذهول مرتجف من لحظة حساب قادمة..وفي غمرة حيرتي وارتباكي أبصرت من بعيد رجلا تحيطه هالة من نور ابيض ساطع لا أعرف كيف أصفه..كأن الرجل عرج من حشرنا بنوره الذي يحاكي الورود البيضاء إلى سماء أخرى..وهتفت جموع من الناس وهي ترقب هالة النور الباهرة المحيطة بالرجل : هنيئا له لقد فاز بشفاعة الإمام الحسين..
شعرت بالندم يلتهم روحي وكياني..عضضت أصابع الندم بحرقة..وبكل شهوة دم الغريق للحياة رحت اتوسل في قلبي إلى الله تعالى أن يعيدني إلى الحياة الدنيا مرة أخرى لكي أحب الإمام الحسين أكثر وأكثر..
واصلت ابتهالاتي وتوسلاتي ورحت اتحسر وأبكي بمرارة لأنه لا أمل لي في يوم الحساب بالعودة ثانية للحياة الدنيا..لا أمل لي بمزيد من الوقت والعمر لكي أتقرب إلى الله تعالى بحب الحسين أكثر وأكثر وأكثر ..واصلت بكائي المرير في مشهد الحشر حتى أشعرني ندى الدموع على الوسادة بأن الأمنية الغالية تحققت..وقد عدت للدنيا حقا!.
ليتني اتعظ من هذه الرؤيا..وليت كل من يقرأ كلماتي هذه يدرك كم هي عظيمة منزلة تضحية الإمام الحسين لدى الله تعالى..وماذا يعني حب الحسين وكيف يكون ..وماذا يعني وصف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لحفيده الحسين بأنه سيد شباب أهل الجنة ؟.
السلام على الإمام الحسين وأنصاره مابقيت وما بقي الليل والنهار..اللهم اسألك بكل ما في القلب من أمنيات ان تجعلني وسائر المؤمنين والمسلمين مع الإمام الحسين وأنصاره في الدنيا والآخرة إنك أنت السميع المجيب.
اسألكم الدعاء جميعا ؛ وعظم الله تعالى أجركم في يوم شهادة قائد الأحرار على مر العصور الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
https://telegram.me/buratha