عبد الحسين الظالمي
زيارة الاربعين وجه العراق الحقيقي.. وجوهر مكنوناته لذلك لم تعد الزيارة الاربعينية مجرد زوار يسيرون على الاقدام نحو قبلة عشقهم الابدي بل اصبحت وجه العراق بكل معاني الشموخ والفضيلة والكرم وتحمل المسؤولية فهي جود بالمال والنفس ( الذين يجاهدون باموالهم وانفسهم ) . القضية ليست قضية توزيع طعام او تبرع ببعض النقود انما اصبحت قضية وجدانية وصفة من صفات نبل العراقي وتعلقهه الشديد بمبادئه وقيمه وعهد يلتزم به العراقي الغيور مهما قست الظروف وتغيرت الاحوال واصبح مؤمن ايمان مطلق ان المسير الى الحسين هو توفيق ورعاية الهية، وكل عطاء لله هو اجر وثواب وهو دين مضاعف عند الله في الدنيا والاخرة والكل يتحدث ان ذلك تسديد رباني ورعاية مهدوية ولا يمكن لبشر مهما امتلك من قوة ومال ان يجهز ويحمي عشرين مليون انسان بدون ادنى نقص او حدوث مشكلة والغريب بالامر ، ان مفارز الامن ومراكز الشرطة ورغم الزاحم الشديد والتعب والجهد لم تسجل اي حادثة احتكاك او مشاجرة بين الزوار
وهذا دليل انسجام منقطع النظير
ناهيك عن الامداد الذي تعجز عن توفيره اكبر جيوش العالم في المعمورةً ، اذ بلغ فقط توفير الماء يحتاج الى اكثر من ترليون غالون ماء ورغم ذلك فهو متوفر المهم في ذلك ان الزيارةً في تزايد سنوي وتنظيم اكثر
وتنتج منها اثار ومردودات اجتماعية وقتصادية كبيرة وعظيمة ولم ارى في حياتي فرحا في عيون الناس رغم ماساة المصيبة من فرحة احدا من العراقين يحصل على ضيافة زائر في بيتة وقد شاهدت احد في الطريق جالس في الشارع العام ويندب حظه لانه لم يوفق باقناع زوار للمبيت في بيته في تلك اليلة ، وقد شاهدت معجزة الزيارة في مدينة السماوة وهي المدينةً الصغيرة من حيث السكان وعدد البيوت قياسا بحجم الزوار عندما يتوافق مرور زوار البصرة والناصرية في مدينة السماوة يتراوح العدد بين مليونين الى ثلاثة ليلا فيما عدد نفوس ابناء السماوة اقل من المليون .
وعندما تشاهد الطريق نهارا تقول عجبا الزوار سوف يبقون في الشارع اليلة ولكن عندما يحل اليل تجد بعض اصحاب البيوت يطفون بالشارع بحثا عن زوار وهم يبكون ويندبون حظهم لتلك اليلة لعدم حصولهم على زائر . وبعدما يمر اخر الزوار تشعر المدن باليتم الحقيقي والحزن وتراها وكانها مهجورة حزينة .
واجمل مافي الزيارة والمسيرة ان الكل يتحول من خادم الى زائر مخدوم ثم الى خادم يخدم في مكان اخر من المسيرة فكل ما تنتهي محافظه من المسير ينتقل الخدمةً الى مكان في محافظه اقرب الى كربلاء حتى ينتهي المطاف عند مضيف الحسين ليصبح الزوار والخدم كلهم ضيوف الحسين .ع. وانت تسير في الطريق ترى صور ومشاهد خدمة تعجز عن تصويرها الكلمات والصور
وطرق تفنن بالضيافة لم نراها في حياتنا اليومية ابدا حتى اصبحت البيوت تنتظر الزوار قبل ساكنيها
ولا يستغرب القارىء اذا قلت ان الايام الوحيدة التي تجعل المحافظات العراقية محافظة واحدة هي ايام مسيرة الاربعين فلاحدود ولا فواصل
بل قطعة سوداء من البصرة الى اكربلاء هذه هي المسيرة فمن شاء فا ليصدق ومن شاء لم يصدق الواقع يجبره ان يوقن ان لم يكن مصاب بمرض العداء للاهل البيت عليهم السلام ....
فمهما تامروا وعملوا اشاعات وافلام مفربكة ودعايات مغرضة نقول لهم ان للمسيرة رب يحميها وامام معصوم يرعاها وخدم يفنون حياتهم في سبيل تقديم افضل خدمة والله متم نوره مهما فعلتم ان شاء الله . اما من يستكثر ذلك على الحسين عليه ان يراجع نفسه وينظر الى اية ( من يقرض الله قرضا حسننا فيضاعفه له ) الحسين اعطى لله كل شىء نفسه وماله وعيالة واولاده واصحابه وجاهه ووجهه وعرضه وناموسه وضحى برضيعة وبناتة وابناء اخيه واخيه وكل شىء يملك والله اكرم الاكرمين وهو الوهاب وهذا قرض الحسين بين يديه فكم سوف يضاعف هذا القرض ؟ .
اجزم بكل ثقه ان ما نراه شىء قليل جدا جدا مما كتبه الله للحسين وسوف تثبت الازمان حجم ذلك العطاء في الدنيا قبل الاخرة وما يجري الان في عموم المعمورة ما هو الا بداية نهضه حسينية سوف تعم العالم وهذا ليس بكثير على الحسين وعلى الله سهل يسير . و من يتوهم انه يحيى مراسم الحسين فهو واهم المراسم وقضية الامام الحسين هي من تحينا وتعيد فينا الحياة كل سنة .
https://telegram.me/buratha