عبد الحسين الظالمي
سيل من البشر يجري معاكسا لريح الشمال
تحاول الرياح ايقاف تدفقه تساندها حرارة الشمس التي ابت ان تبقى مرتفعة بحدود ٤٠ الى ٤٣ درجة مئوية ورغم ذلك يزداد هدير هذا السيل الصاعد معنويا مواجها الرياح وحرارة الشمس بصدور عاشقة وهمم عالية ومقصود ليس كمثله مقصود .
عشق يتحدى الصعاب ويتجاوز حدود المستحيل في مشاهد قل نظيرها في القياسات المادية ،سيل من البشر حول الطرق التي تمر بالمحافظات الجنوبية.
الى جنان الدنيا وواحات وفاء لم تجد لها مثيل سابقا ، شىء لا يمكن قياسه وفق المنطق المادي ابدا بل حتى المنطق العقلي يصبح امامه عاجزا عن تفسير ظواهر حركتة ،صحيح اننا نرى بشرا يخطون الخطا مشيا نحو كربلاء ولكن ما ل انراه هو سر الرعاية التي تحيط بهذا المسير التي حولت انفس الناس جميعا شيب وشباب صغار وكبار رجال ونساء رغم الاعداد الهائلة تسير وتتعامل بطريقة فيها غرابة وفق القياسات الاعتيادية في الايام الاخرى!
فكل شىء مختلف ، التعامل ، العطاء ، البذل ، التسامح ، احدهم يرى الاخر وكانه نفسه.
تحول عجيب عند البشر في هذا المسير من الانا المفرطة في الايام العادية والتي يعز بها الابن على ابية في ابسط عطاء اما في المسيرة فكل شىء يبذل وبنفس راضية مطمئنة.
كل شىء مختلف .
تاملت الناس من صغيرهم الى كبيرهم، رايت في وجوههم رغم مشقة المسير وطول الطريق رايت فى وجوههم فرح المشاركة، شباب بعمر الزهور تداعب اناملهم خرز المسبحة، يسبحون لله ويشكرون لتوفقيهم بالمشاركة .
عجيبة قضية الحسين ولا عجب حين نقرأ قول الله تعالى ( ومن يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعاف مضاعفة ) .
الله كريم ووهاب والحسين اعطى كل شىء، المال والعيال والمنصب والتاريخ والنفس والاهل والاصحاب واحد بعد الاخر وهوينظر ولسان حال زينب يقول ( ربي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) هذا قرض الحسين فما هو عطاء الله اذا ؟. عند الجواب يسقط العجب .
https://telegram.me/buratha