كل ياخذ ما يتفق ورايه من خطبة الجمعة أي ياخذ النصف ويترك النصف الاخر ، فمسالة خطاب المرجعية اليوم بانه يؤكد على مصلحة الشعب العراقي وانه يقف معه فهذا الامر ليس بجديد على المرجعية بل انها ذكرت ذلك ليس بعشرات بل بمئات الخطابات والبيانات واللقاءات والاحكام الشرعية واستشهد بذلك سماحة الشيخ الكربلائي في الخطبة قائلا"تؤكد ما صرحت فيه في نيسان عام 2006 عند تشكيل الحكومة عقيب أول انتخابات لمجلس النواب من انها لن ولم تداهن أحداً او جهة فيما يمس المصالح العامة للشعب العراقي"، كما وان لها مواقف عديدة من اجل الشعب العراقي عجزت عنها الحكومة والامم المتحدة ومعهم امريكا ونزع العالم من الشرفاء القبعة لسماحة السيد على حكمته في معالجة الامور .
نعم ان المرجعية ترفض الاعتداء على المتظاهرين ولكن أي متظاهرين قصدت بهم المرجعية ؟ انهم المتظاهرون السلميون ، أي الذين لا يستخدمون العنف " اكدت المرجعية الدينية على ادانتها ورفضها للاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون السلميون" ، واما النصف الثاني المهم جدا ايضا فان المرجعية اكدت عليه في خطاباتها السابقة مرارا وتكرارا وهو " والعديد من عناصر القوات الامنية خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في الاسبوع السابق كما ادانت ما وقع من احراق واتلاف بعض المؤسسات الحكومية والممتلكات الخاصة في تلك المظاهرات".
وهذه العبارة واضحة ايضا بانها تدين العنف برمته .
ولكن الجديد في الخطاب هو انها اضافت ادانة واضحة للحكومة اضافة الى ما تتحمله من تقصير في ادائها اتجاه الشعب والوطن ، وهذه الادانة هي " الحكومة والاجهزة الامنية مسؤولة عن الدماء الغزيرة التي اريقت في مظاهرات الايام الماضية سواء من المواطنين الابرياء او من العناصر الامنية المكلفة بالتعامل معها وليس بوسعها التنصل عن تحمل هذه المسؤولية الكبيرة هي مسؤولة عندما يقوم بعض عناصر الأمن باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، ولو بسبب عدم انضباطهم وانصياعهم للأوامر الصادرة اليهم أو لعدم كونهم مؤهلين ومدرّبين للتعامل مع الاحتجاجات الشعبية بحيث يُتجنّب عن وقوع الضحايا في صفوف المشاركين فيها." ، أي انك ايتها الحكومة مسؤولة عن اعمال العنف والاعتداءات التي حصلت بالرصاص الحي فان كان من القوات الامنية فانت يا ايتها الحكومة مسؤولة عن القاء القبض عليهم ومحاكمتهم او انك انت اعطيت الامر بذلك فانت ايضا مسؤولة ومتهمة ، واما ان يكون الرماة مليشيات خارج سيطرة الحكومة فانت يا ايتها الحكومة ايضا مدانة ولسان حالكم هو كبيت الشعر هذا ( ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم) ، واكدت المرجعية على عدم المماطلة والتسويف بل الاسراع في كشف المسببين لهذه الجريمة التي سقط بسببها ابرياء
اشارة اخيرة الى الاخوة في الفيسبوك المحبين والمؤيدين للمرجعية بعدم التهجم بالكلام اللاذع على من يتهجم على المرجعية فان هذا يزيد من عنادهم ولربما يتهمون المرجعية بانها توافق على هكذا خطاب والعياذ بالله فالمطلوب منا وانا اولكم ان نظهر محاسن اعمالها فهذا هو الافضل تمسكا بحديث الامام الرضا عليه السلام الذي يؤكد على اظهار المحاسن دون التهجم على الاخرين .
https://telegram.me/buratha