عزيز الإبراهيمي
كعراقيين طبعا كنّا نتوقع ان يتدخل السيد الخامنائي ويلغي قرار رفع اجور الوقود لاننا ببساطة أدمنا أسلوب الطشة واستمرئنا ان يقوم المسؤول بالتراجع عن قراراته عند اَي ضغط عليه ...
ولكن جاءت كلمة السيد الخامنائي حفظه الله بخلاف توقعنا ففي درسه لهذا اليوم تطرق الى احداث ايران وبين انه ينبغي عدم التراجع عن قرار رفع اسعار الوقود لانه استند الى آراء خبراء الاقتصاد وجاء باجماع السلطات الثلاثة وليس له الا ان يكون مؤيدا لهكذا قرارات كوّن نفعها يعود على الفقير وفوائد رفع الاجور تذهب بشكل مباشر الى دعم العوائل الفقيرة
ليست ايران هي الوحيدة فكثير من الدول تصدر قرارات تلاقي اعتراضا وحركة احتجاجية ولكن الحكومات تصر عليها وتمضيها بحزم وقوة
ولكن لماذا تمضي الحكومات بهكذا قرارات رغم وجود معارضة شعبية لها ؟!
يعود ذلك لأمرين الاول ان هكذا قرارات تكون مدروسة بشكل جيد من قبل خبراء اقصاد يدكون اثرها الإيجابي البعيد وليس الآني كما يراه عامة الشعب
والثاني ان الحكومات غير متهمة بالفساد من قبل الشعب فهي تقوم بواجبها الوطني وتتحمل مسؤلية ذلك فضلا عن كونها غير متمسكة بالسلطة بالقدر الذي يجعلها تتراجع عن قراراتها الصائبة لوجود بعض الفئات المعارضة
اما في العراق فافضل القرارات صوابا يمكن التخلي عنها في ليلة وضحاها ويكفي ان يقوم أشخاص برفضها بل يكفي ان تقوم قناة إعلامية او صفحة ممولة بمهاجمتها وجعل الحكومة تتراجع عنها وما ذلك الا لحب البقاء في السلطة وعدم تحمل ضريبة الإصلاح اضافة الى ان اكثر حكوماتنا هي متهمة ومشاركة في الفساد فتحتاج الى ستر عوراتها بدغدغة الشارع وتخديره
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha