عزيز الإبراهيمي
المتظاهرون لديهم نوايا صادقة في اصلاح الأوضاع ولكن الحماسة المفرطة تجعلهم يتلقفون بعض الأفكار والسلوكيات التي تقلل دعم المجتمع لهم وربما تؤدي الى جعلهم أعداء ومخربين في نظر العامة
قوة التظاهر ليس في اعدادها ولكن في دعم الناس لها فأقوى التظاهرات لا تشكل الا نسبة قليلة من المجتمع ولكن قوتها في التأييد الشعبي الذي يراها معبرة عن طموحه وإرادته، هذه الحقيقة يجب ان تكون ماثلة امام المتظاهرين وعليهم ان يبذلوا جهدا في التفكير لاستدامتها.
منع المدارس من قبل المتظاهرين بأساليب تقترب من الترهيب امر سيفقد التظاهرات عنصر قوتها واستمرارها، لان الناس اليوم مستاءة من جلوس ابناءها عن المدارس خصوصا وهم قاصرين لا يمكنهم تقديم الدعم للمطالب الإصلاحية، هذا الاستياء سوف يظهر قريبا بل سينفجر خصوصا، اذا تم تأجيل السنة الدراسية لأبناءهم فالناس لا تتحمل الإساءة اليها وتعطيل حياتها.
النتيجة المتحصلة هي نظرة الناس الى المتظاهرين بانهم مجموعة من الخوشية يفعلون مايريدون بالقوة وهذا خطر جدا على اسمرار الدعم لهم.
مالا يعلمه الشباب ان الناس متحسسة فطريا للأساليب ذات الطبيعة السلطوية والقهرية نتيجة لعقود من القهر والتسلط، وأساليب غلق المدارس تصنف في هذا الإطار بلا شك.
ان اَي قرار مرتقب لتأجيل السنة الدراسية سوف يؤدي الى غضب الناس وانفجارها بوجه المتظاهرين وربما يترجم في صورة العودة الى دعم الأحزاب الحاكمة (خصوصا وان التعطيل لم يشمل جميع المحافظات) مالم يتدارك المتظاهرون ذلك ويعملوا على تفويت الفرصة.
https://telegram.me/buratha