الثاني: ان المطالبين بالإصلاح لم تكن في حساباتهم استخدام ورقة المدارس (الإعدادية وما دونها) ولكن هذه الدعوة جاءت من قبل نقيب المعلمين المنتمي للأحزاب الفاسدة لغايات منها التزلف للمتظاهرين والأخطر هو رغبته في ايجاد جمهور معارض للحراك الإصلاحي لان الناس سوف تدرك خطأ هذا الإجراء بعد ايّام وضياع نصف السنة واقتراب شبح التأجيل منهم
الثالث: ان منع التلاميذ عن الدراسة خطر جدا على الأمد البعيد فلقد كنّا نعاني كثيرا من التأقلم مع اجواء الدراسة عندما نفارقها في اشهر العطلة ولَم تكن في أوقاتنا ملهيات كما موجود اليوم فمن الخطأ المراهنة على بقاء التلاميذ على حبهم للدراسة وتفوقهم فيها مع هذا التعطيل الذي سيكون طويل جدا وهذه الملهيات الانترنتية الكثيرة
الرابع : ان التحجج بكون المدارس واقعها مزري فهذا اولا نتيجة سوء الادارة والفساد وما خرج المتظاهرون من اجل تصحيحه ولكن لو افترضنا انه من يوم غد يمسك البلد افضل ابناءه علما ودراية ونزاهة واخلاص فكم سنة سوف يحتاج لعلاج واقع المدارس هذا
لا نريد ان نبرر للفاسدين وكلنا يطمح بمدارس تليق وشخصيا أكملت الابتدائية في صرائف من القصب وكان حلمنا ان تتحول الى مدارس طينية لان المدارس ذي البنايات الحديثة كانت خارج أفق تفكيرنا، واعرف جماعة كثر درسوا في مدارس مماثلة وعندما خرجوا قبل مدة مبتعثين الى ارقى الجامعات عادوا بدرجات الشرف العليا في تحصيلهم ولَم يكن واقع مدارسهم غير صرائف القصب ، قلنا هذا ليس تبرير للواقع
الخامس : إضراب المدارس لم يشمل جميع المحافظات وقديما قيل ان البلاء لو عّم لهان ولكن اقتصر على مدن جنوبية تكاد تقتصر على الناصرية والعمارة والسماوة واخص الناصرية (مدينتي العزيزة) التي قدمت كثير من الشهداء وفيها شحنات كبيرة من الحماسة التي تشتت تفكير الكثير منهم ويجعلهم بفعل هذه الأجواء الحماسية يتخذوا قرارات ربما يندموا عليها بعد حين خصوصا وان حراكهم ليس بحاجة الى تعطيل المدارس
وهنا يحق لنا ان نتسائل بغرابة ما دامت مطالبنا للوطن عموما لماذا لم تعطل المدارس في بغداد والرمادي وكردستان والموصل والحلة وتكريت وكركوك حتى البصرة فيها نسبة دوام كبيرة فلماذا هذا الدفع بهذا الاتجاه الخاطئ والذي لا يطبقه سوى اهل الناصرية لوجود اجواء الحماسة والحزن عندهم اليس من الوفاء ابقاء هذه المدينة شعلة من العلم والحماس وتحمل المسؤولية وكل ذاك لا يتم الا بمواصلة التعليم... وعذرا للإطالة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha