عزيز الإبراهيمي
اكبر مشكلة تعرض لها الوعي السياسي الاجتماعي هي مفهوم المستقل؟
الصراحة كلما فكرت في قضية المستقل اجد نفسي امام تيه وعدم وضوح ..
فكيف يكون العامل في الحقل السياسي مستقل ؟ ومن المفترض ان يكون له راي وتوجه معين ويحتاج مؤازة من فئة معينة سواء كانت جماهير او تجمعات سياسية وهذا يجعله غير مستقل بل متفاعل في قراره وخياراته ازاء رضا الجماهير او تلك التجمعات السياسية ...؟
نعم قد يقول الانسان انه مستقل في حالة عدم رغبته في التصدي لاي موقع سياسي (رئيس , وزير , برلماني) ويكون صادق في قوله ...
اما ان تطالب برئيس وزراء مستقل او وزير او حتى برلماني في نظام ديمقراطي برلماني فكأنما تطالب بكبش ليتم نحره عند اي مجاعة !!
انظروا الى كم الوزراء (المستقلين) والذين اصبحوا عبارة عن فزاعات لارضاء الناس والتكسب بوجودهم وتحميلهم الوزر مقصرين كانوا ام لا !!
منذ بداية العمليات الانتخابية بعد 2003 شاع مفهوم المستقل والقوائم المستقلة واخذها الناس اخذ المسلمات وكأن هذا المفهوم بديهي وهو غاية في عدم الوضوح
حتى باتت الاحزاب مضطرة الى تسمية قوائمها بانها مثلا قائمة الديك الابيض والقوى المستقلة تماشيا مع ثقافة الناس السائدة ...؟!!!!!
فكيف تتفق جماعة من الناس على برنامج انتخابي ويقوموا بالتحرك في المجتمع بموازاة الاحزاب ثم يقولوا انهم مستقلون ....مستقلون من ماذا ... ولماذا
وكيف يطلب من جهة سياسية ان ترشح مستقل لموقع مهم .. !!!!!!!
فهل يطلب منها بعد ذلك دعمه ام لا ؟ ماذا لو فشل او افسد من يتحمل وزره ؟ كيف لنا ان نحاسبه سياسيا ان كان هو فرد يريد ان يجرب حظه في هذا الموقع ثم يذهب كما ذهب من قبله من المستقلين .
اليس من الافضل ان تتحمل جهة ترشيح من يمثلها حتى يمككنا كناخبين ان نعاقبها انتخابيا ان هي اخفقت !!!
الصراحة نحن بحاجة الى التفكير في المفاهيم قبل تطبيقها على المصاديق مادمنا مضربين عن الدوام بلا مببر لذلك
https://telegram.me/buratha