يوسف الراشد
ارادة الشعوب اقوى من ارادة الطغاة والمستكبرين ونحن تتردد امام اعيننا ومسامعنا هذه العبارة الخالدة ( اذا الشعب يوما اراد الحياة ....فلا بد ان يستجيب القدر ) ان ماشهدته منطقتي الكرادة والجادرية يوم امس الجمعة من خروج هذه الاعداد الملونية الى الشارع تندد بالاحتلال الامريكي والتواجد الاجنبي في العراق كما وتدفقت القوافل المشاركين من جميع المحافظات على بغداد التي فتحت ابواب بيوتها ونصبت السرادق والخيم ومواكب الخدمة استعدادا لاستقبال وضيافة هذه الجموع المليونية التي ترفع الاعلام العراقية وتردد الهتافات الوطنية وهي تعلن عن سقوط المشروع الامريكي في العراق وهي تحمل لواء السيادة الوطنية الرافضة للتواجد العسكري الاجنبي انها لمفخرة مابعدها من فخر وعز وانكم بخروجكم بهذه المليونية لقد ابليتم بلاءا حسنا ورفعتم رؤوسنا في العراق ورؤوس العرب والمسلمين في جميع بقاع الارض المعمورة ونحن العراقيين لن نقبل بسيادة ناقصة او منقوصة وعلى الادارة الامريكية ان تحترم ارادة الشعب العراقي وتوعز الى قواتها بجدوله الخروج وان تعي وتستوع هذا الدرس وان تحزم حقائبها وترحل ولاتتاخر وان العد التنازلي قد بدا لرحيل هذه القوات وأن التهديد بفرض عقوبات على العراق في حال تم تطبيق قانون الرحيل هو لايصمد بوجه إرادة الشعوب التي تاخذ الهمة والعزم والقوة من توجيهات مراجعها الدينية التي تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعبا ورفضها القاطع لما يمسّ هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة وان للمواطنين السلميين كامل الحرية في التعبير بالطرق السلمية عن توجهاتهم بهذا الشأن والمطالبة بما يجدونه ضرورياً لصيانة السيادة الوطنية بعيداً عن الاملاءات الخارجية وعلى الساسة والفرقاء العراقيين أن يعوا حجم المخاطر التي تحيط بوطنهم في هذه المرحلة العصيبة ويتركوا خلافاتهم جانبا وأن يجمعوا أمرهم على موقف موحد من القضايا الرئيسية والتحديات المصيرية التي يواجهها العراق حاضراً ومستقبلاً وان التاريخ سوف لن يرحم من وقف ضد ارادة الشعب وسيحاسب المتخاذلين والخونة .
ـــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha