يوسف الراشد
تعالوا لنتامل قليلا ونحلل الاحداث ونرجع الامور الى نصابها وكيف نشبت ونطلقت الشرارة الاولى لاحداث الاول من تشرين الاول الماضي ( التظاهرات ) واستمرت الى يومنا هذا وهل هي تظاهرات عفوية تعبر عن حالة البؤس والحرمان التي يعيشها ابناء العراق وقادها شباب واعي لم ينتمي الى اي جهه سياسية او حزبية ويطالب بتوفير ابسط حقوق العيش الكريم في بلد يطفؤ على بحر من البترول والخيرات الاخرى او هي كرد فعل لسياسة الاحزاب التي استلمت السلطة بعد عام 2003 وعاشت فسادا وعبثا ونهبا بثروات العراق او هي تظاهرات استغلتها جهات مسيسة تقف وراؤها جهات محلية واقليمية ودولية ركبت الموجة وجندت ودربت لها اعداد بشرية اتخذت عدة تسميات منها منظمات المجتمع المدني ومنظمات انسانية تقدم المساعدات ومنظمات ما تسمى بالجيوش الالكترونية والجيوش الجوكرية ومحللين سياسيين واعلاميين ومحطات فضائية واعلامية دفعت لها ملايين الدولارات لتؤجج الاوضاع وتزرع الفتن وتشوه الحقائق او هي ردة فعل امريكية لسياسة حكومة الدكتور عبد المهدي الذي اراد ان يبدا بالبنى التحتية وبالاصلاح ...
ان كل ماتقدم من تحليل واستنتاج هو يدخل ضمن هذه الخانة ويعد صحيحا ... ان الشعار الذي رفعته حكومة عبد المهدي (العراق..اولا) وابتدئها بالصفقة الصينية التي اثارت الغضب الامريكي ثم اتبعها باتهامه وادانته لاسرائيل لاستهدافها مقرات الحشد الشعبي وعدم موافقته بالاتصال بكبار الضباط والقادة العسكريين الذين يترددون على السفارة الامريكية والافشاء بالمعلومات الامنية او العسكرية التي تخص امن البلد وتدخل الامريكان في الشؤون العسكرية في حالة نقل الضباط من مكان الى مكان اخر او احالتهم على التقاعد بسبب العمر او الحالة الصحية او العزل من المناصب او الترقية وحتى تدخلهم بالمناصب المدنية التي تخص الموظفين.
وكما حدث مع رئيس البنك المركزي او بعض الشخصيات التي يعتبرونهم اصدقاء وحلفاء لهم وانهم خطوط حمراء لايجب ان يطولهم التغيير او الاعفاء واعتراضهم عليه عندما اراد ان يقوي الدفاعات الجوية والقوة الجوية ويبحث عن مصادر تسليح غير امريكية ورفضه لصفقة القرن مع الكيان الصهيوني ومعارضة امريكا لحكومة عادل عبد المهدي لانفتاحه الاقتصادي وايجاد اسواق اخرى مع اوربا ( المانيا وفرنسا ) وكوريا والهند وروسيا وتركيا ولكن ومهما قيل فيبقى الاتفاق مع الصين القشة التي قصمت ظهر البعير وتعني فيما تعني تفريغ محتوى العقوبات الامريكية ضد الصين وهي تشكل تحالف اسيوي هائل يجمع الصين مع روسيا والباكستان وإيران وهو تحالف قد يغري الهند أيضا بالانضمام اليه مما قد يسبب بأكبر هزيمة في النفوذ الأمريكي وهو يعني بداية تلاشي امال أمريكية كبيرة من السوق العراقي والتي تعتبره ملكا لها وهو الأمر الذي اكده ترامب من خلال خطاباته عن أموال العراق وأموال السعودية والخليج بانها ملك امريكا ....
من هنا بدات اللعبة وبدا التحشيد للانقلاب ضد حكومة عادل عبد المهدي ولا زالت امريكا هي هي في طغيانها وغطرستها وتحاول جاهدة أن تعيد نفسها الى المشهد العراقي بعد ان فقدت منه الكثير بفضل ارادة احرار العراق من القوات الامنية في الدفاع والداخلية واسود الحشد الشعبي ورجل المقاومة....
ولكن السؤال المطروح الذي يدور في مخيلة الكثير منها.
تظاهرات تشرين هل فعلا حققت اهدافها ام ان في جعبة امريكا الكثير الكثير من المكر والغدر والايام القادمة حبلى بالاحداث والتكهنات .
https://telegram.me/buratha