يوسف الراشد
تطبيع العلاقات بين العرب والاسرائيليين او مايسمى بصفقة القرن وهذه المبادرة التي تقودها الادارة الامريكية هي ليست وليدة هذه المرحلة او وليدة هذه الساعة وانما كانت بدايتها بعد نكبة عام 1948 منذ أن سُلبت أرض فلسطين منذ اكثر من سبعين سنة والشعب الفلسطيني لاقى ما لاقى من الظلم والتهجير والقتل ودمرت مدنه وأصبح شعبه مُشرد ولاجئين مشتتين بين دول العالم والعرب منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا يقيمون المؤتمرات والقمم العربية ويستنكرون ويشجبون ويصدرون بيانات الشجب والادانة دون أي فعل والعدو مستمر بجرائمه وتوسعه,
ويخطأ مَنْ يظّنُ انَّ هدف صفقة القرن هو تطبيع العلاقات بين العرب واسرائيل او هو احلال السلام بين الفلسطينين و الاسرائيليين لا في مصلحة اسرائيل ولا في مصلحة الصهيونية يعّم الاستقرار و السلام في المنطقة .
لقد مضى على اتفاق أوسلو بين اسرائيل و السلطة الفلسطينية اكثر من ربع قرن كانَ الهدف المعلن لاتفاق هو احلال السلام في المنطقة العربية وانشاء دولة فلسطينية ولكن نيّة الاسرائيلين والصهاينة كانت التطبيع مع الفلسطينيين والتوسع في الاستيطان والنتيجة نلمسها اليوم لا سلام و لا دولة فلسطينية .
ان صفعة القرن هي امتداد لاستراتيجية الصهيونية العالمية التي تقودها امريكا ودول الاستكبار العالمي ممثله باسرائيل وهدفها المزيد من التوسع في ضّم أراضي فلسطينية وعربية والتطبيع بين دول الخليج واسرائيل وسيتم تمرير صفقات ( تطبيع و اتفاقيات اقتصادية وجغرافية عربية وخليجية اسرائيلية .
ان خروج امريكا من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على ايران هو اجراء من اجل صفقة القرن واغتيال سليماني هو تتطلبه صفقة القرن وابعاد ايران او أشغالها عن العمل ضمن هذه المنضومة هو ضّد الصفقة ومتطلباتها مستقبلياً ..
الضغوطات التي تتعرض لها المملكة الأردنية الهاشمية من اسرائيل وامريكا بخصوص الوصاية الهاشمية على الأقصى وبخصوص المعونات هي من اجل صفقة القرن والهدف هو تحييد المملكة وعدم ممانعتها والمشاركة لإعطاء شرعية عربية للصفقة ان مايحدث من اوضاع وصراعات وحروب وارباكات في اغلب الدول العربية وخاصة سوريا واليمن وليبيا وما يشهده العراق من حراك شعبي يرافقه تجسيد سياسي واضح للمكونات السياسية (شيعي ،سني ،كردي ) ولاسيما بخصوص انسحاب القوات الأمريكية والفدرالية او الانقسام او الحديث عن انشاء اقليم سُني وتهجير وتسكين فلسطينيين في هضبة الرمادي ومنحهم الجنسية العراقية وضمها لاقليم السنة هي كلها من مستلزمات إنجاح هذا المشروع وتمرير صفقة القرن.
الحل الوحيد الذي بقي عند الفلسطينين والعرب ولابد منه هو المقاومة وحمل السلاح والذي يرغِمْ اسرائيل ودول الاستكبار العالمي على الاعتراف بحقوقنا المشروعة وفقاً للشرعية الدولية فما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة وأن لا خيار أمام شعبنا إلا الثورة والمقاومة بكافة أشكالها والعودة إلى الوطن والحق في إقامة دولة مستقلة وقد اشارت وادانت المرجعية الدينية يوم امس ضمن خطبتها من كربلاء الخطة الظالمة التي كُشف عنها مؤخراً لإضفاء (الشرعية) على احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية المغتصبة وهي تؤكد وقوفها مع الشعب الفلسطيني المظلوم في تمسكه بحقه في استعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة وتدعو العرب والمسلمين وجميع احرار العالم الى مساندته في ذلك ورفض ترسيخ الاحتلال وشرعنته وان (مشروع صفقة القرن) الذي تقوده الولايات الامريكية سوف لن ينجح ولا يرى النور مهما تعددت اشكاله ومسمياته فهو سيلد ميتا لان ارادة الشعوب اقوى من ارادة الطغاة والمستكبرين.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha