الشيخ ضياء البصري
يبدو ان لجوء الكتل السياسية الى تكليف محمد علاوي جاء رغبة في تحريك الانسداد السياسي والخروج من الفراغ الذي اوجدته الاحداث المعقدة والا فانه قد لايلبي الحد الأدنى من ضرورات المرحلة خصوصا وانه بعيد عن طموحات طرفين من الاطراف الثلاثة للصراع فهو غير معني باهتمام الشارع السلمي من جهة ولاينسجم كثيرا مع رغبات القوى ذات التوجه الوطني التي تسعى لتحقيق استحقاقات المرحلة في اخراج القوات الاجنبية ورفض التقسيم من جهة اخرى نعم هو قد ينسجم الى حد ما مع ارادة الطرف الثالث اقصد الإدارة الامريكية واتباع مشروعها في البلد من الجوكرية وغيرهم.. وقد يكون هذا الانطباع سابقا لأوانه الا انه على الاقل ناتج عن قراءة ردود الافعال التي انبثقت بعد تسميته لرئاسة الوزراء فهذا بحد ذاته مؤشر قريب للخروج بمثل هذه الانطباعات وقد يكون انطباعا بعيد عن كواليس التكليف خصوصا مع توافق الفتح وسائرون عليه وهما المعنيان في ترتيب اوراق البلد وتحقيق استحقاقات المواجهة ضد المشروع الامريكي..
ومهما يكن من اتفاقات ما وراء الكواليس فان المواقف التي تبدت اثناء وبعيد التكليف تقوي مؤشرات الانطباع الاولي لان الرجل في بيانه الذي القاه بعد التكليف لم يأتي على ذكر هذه الاستحقاقات الكبيرة من قبيل التعامل مع القوات الاجنبية ومشاريع التقسيم والموقف من الحشد الشعبي بل اهتم بشكل اساس بمطالب المحتجين والاشكاليات التي رافقت التظاهرات المطلبية من هنا فهو معني مرحليا بمعالجة هذا الملف كأولوية قصوى لإدراته وبالتالي فان باقي الملفات لاتشغل مساحة مهمة من اهتماماته على الاقل طبعا هذا فيما احسنا الظن بتوجهاته اما في ظرف التشكيك فان هذه الملفات ستبقى في دائرة التجاذبات والصدامات السياسية الداخلية مما يدخل البلد في منعطف جديد وخلافات عميقة وتداعيات خطيرة خصوصا مع ملف اخراج القوات الاجنبية فلربما ستسعى الادارة الامريكية بالتعاون مع الحكومة الجديدة الى الالتفاف على قرار البرلمان من خلال عملية اعادة انتشار وتموضع وتخفيض نسبي لعديد القوات من اجل تسويف القرار الاصلي القاضي بإخراج كافة القوات الاجنبية
اذن فنحن امام مؤشر لجس النبض سينكشف في الايام القليلة القادمة فاما ان يصدق الانطباع الاولي او ان الرجل سيثبت خلاف ذلك ..سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ من لم تزود
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha