عبد الحسين الظالمي
١/رجب .... ذلك اليوم الذي خطف منا ارواحنا وقلوبنا وعقولنا يوم خطف شهيد المحر وطار به نحو السماء محلقا من اطهر بقعة وهو في جوار سيده ومولاه الذي طلما تمنى ان يعود الية ليشم عطر ضريحه ..
ذلك اليوم الذي انهالت به الدموع انهارا بدون وعي ، وحارت العقول ماذا بعد الفقد ؟ فالخطوات لازالت في اول المسير ، والسفينة لازالت في وسط البحر وها هي تفقد القبطان على غير موعد .
الكل لم يصدق النبأ وحاول تكذيب ما يسمع محاولا الهروب من هول الصدمة لعل الذي يسمع مجرد حلم او خاطر بال ، لان الخبر يتعلق
باشخص هو الاب وا لاخ والقائد والمرجع ، لذلك كان هول الصدمة قاسي جدا .
و احد رجب شهر مقدس له خصوصية ويذكر عنه انه شهر امير المؤمنين عليه السلام ، واليوم جمعة ، والمكان مرقد امير المؤمنين ، والتوقيت بعد الانتهاء من صلاة الجمعة وزيارة الامير
والسيد صائم ، وطريقة الشهادة تفجير لم يبقي من الشهيد شىء يذكر
وكان السماء كانت انانية جدا فلا تريد ان تبقي للارض شىء من جسده الطاهر ، او ان ذلك الجسد وصل الى درجة من الطهر فلم يعد بالامكان ان يلامسه التراب ، هكذا اختار الله شهيد المحراب ، وهكذا اصطفاه .
شخص افنى عمره بالعبادة والجهاد والعلم والتضحية امام جبروت عصره
ومن هنا يبرز السؤال التالي .. اي مكانه اختارها الله لهذا الشهيد واي منزلة وضعه فيها ؟ ومع تلك الايات التي ذكرت هل يوجد اعمى قلب يشك في منزلة هذا العبد المطيع لله ورسولة وامام زمانه ؟ اجزم بلاتردد ان من يشك في مكانته عليه ان يراجع
اصل وجوده .
المشكلة اننا فقدناه ونحن بامس الحاجة اليه ولا يراودني الشك ابدا
ان فقده اصابنا بمقتل فقد اختلت الامور بعده ولم تستقم ابدا ولازلنا نعاني ارهاصات ذلك اليوم المشؤوم
.والاكثر الامور ايلاما عندما ترى من يجهل قدر مثل هذه الشخصية ولااكثر مرارة عندما ترى من يظلم هذه الشخصية ويسلط عليها جام غضبه ولم يقدره حق قدره رغم ان الكل يعلم ان هذا الرجل عاش مظلوم ومات مظلوم ولازال مظلوم
ظلامة مركبة من المقربين اكثر من الاعداء والخصوم ولا غرابة فهذا سيده ومولاه امير المؤمنين علي عليه السلام المظلوم الاول في الاسلام
هو وذريته والسيد محمد باقر واحد من هذه الذريه وهذا دليل حقانيته وصواب طريقه ومنهجه لان طريق الحق هذه هي مواصفاته ( لم يبقي لي طريق الحق من صديق ) هكذا رسم سيد الموحدين طريق الحق الذي سلكه شهيد المحراب وفاتني ان اذكر
ان رفاق درب الشهيد اثنان وسبعون شهيد رحلوا معه في نفس المكان والتوقيت وبذلك يكون صاحب الرقمين سبع وستون شهيد من العائله وكلهم نجوم في سماء المذهب ، علماء وطلاب و مراجع والرقم الاخر اثنان وسبعون شهيد رافقوه الى السماء مشيعين له على اجنحة الملائكه ذلك قدره ولنا قدرنا بعده ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اسال الله ان يلحقنا به ويجعله شفيعا لنا في الدنيا والاخره بقدر حبنا وتعلقنا به .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha