عبد الحسين الظالمي
مهما تفرعن الانسان وتجبر وبلغ مبلغا عظيما
يبقى تافها امام عظمة الخالق ، قد يغفل الانسان ويتمادى ويذهب بعيدا ولكن حكمة الله في خلقه وحتى تضبط مسيرة الخليقة على وجه الارض لابد من هزه تتناسب مع حجم ومدى البعد الذي وضع الانسان نفسه فيه . كثير ما تحدث مشاكل ومصائب لبعض الناس ويعتبرونها كارثه لهم في الوقت الذي لو تفكر الانسان في ذلك لوجدها في مصلحته انما هي رسالة تنبيه او حتى لو ابطىء شىء عنا فاننا نثور ونغضب ولكن اسلامنا يرسم لنا صورة اخرى ( لعل الذي ابطىء عني خيرا لي لعلمك بعاقبة الامور ) ، وكذا هو المصاب او البلاء وخصوصا عندما يكون البلاء شامل بهذه الحالة تكون الرسالة واضحة وبليغة جدا وعلى الانسان ان يتوقف عندها طويلا ويسال نفسه سوالا عريضا ( من انا ومن اكون امام قوة قاهرة تسخر اصغر مخلوق يجعلني هباء منثور )؟.
ابتعد العالم عن الحق وساد الظلم والفساد في البر والبحر وتجبر الانسان وطغى وكانت حكمة الله من جنس الفعل ، تغطرس الانسان وتجبر فاجاءت الرسالة التحذيرية من اصغر كائن (فايروس صغير جدا ) يهدد جبروت وغطرست الانسان وليس الصغر فاحسب بل ان هذه الرسالة اعجزت الانسان عن حماية نفسة دون ان يتدخل المرسل ويأذن له بإيجاد سبيل للخلاص من ورطته ليزداد عجزا وضعفا وإدراكا لحجمه . طغى فرعون فأرسل الله له نبيا وعندما تمادى اغرق في البحر واليوم يرسل الله لنا فيروس يقول انتم ضعفاء وبمنتهى الضعف فهل يبقى وجه
اعترض من البعض على مثل البعوضة كيف ضرب الله بها مثلا وها هو اليوم يرى بأم عينة مخلوق اصغر من البعوضة بملاين المرات يجعل العالم يرتعد خوفا من اقصاه الى اقصاه ووقف حائرا عاجزا يتوسل السماء رحمه .
كورانا قرصة اذن خفيفة جدا ولكنها عظيمة في محتواها فهل يعي الانسان الدرس ؟ ويفهم ويقدر حجمه امام القوى الفعالة في الكون ؟ وهل يتوقف عن تجبره وغطرسته وظلم اخية الضعيف ؟ .
عندما نقرأء القران ونمر على الايات التي تتحدث عن السفن في البحر وحال اهلها في اوقات سكون البحر وأوقات هيجان الموج وكيف يصفهم وصفا دقيقا نمر عليها مرور الكرام اما اليوم فأصبح الامر يتطلب ان نقف عندها ونتدبر مضمونها .
ان اكثر الدروس اهمية والمستخلصة من شيوع مرض كورانا هي ( ان هذا الكون بما فية من عظمه وبما توصل اليه الانسان من تطور ) لا يعدو سوى ذرة صغيرة جدا اذا حلت لحظة الفناء وقرر الخالق ذلك ، فابسط مخلوق يمكن ان يقلب عليها سافلها . فلا عجب من مثل البعوضة ! ولا عجب من الابل كيف خلقت ! ولا عجب ان يوما ما سوف يقلب عاليها سافلها ولا عجب من (يوم يفر المرء من امه وابيه .......).
كورونا رغم كونه وباء ومرض قاتل ولكنه في نفس الوقت فرصه ذهبيه ليقف العالم باسرة وبمختلف انواعه وأشكاله شعوب وقبائل وقفة تأمل بوجوده ومصيره ويوقن ان لا نجاة له الا بالقرب من الله وهو فرصة للمؤمنين ان يزدادوا يقينا وإيمانا بخالقهم ، وهكذا يكون العلم يقود للايمان
ويتحول التطور العلمي من دمار للانسانية الى محطة انطلاق للايمان . وفرصة لنزداد يقينا .
( ربنا انا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ).
https://telegram.me/buratha