المقالات

كيف تعاملت الصين مع الازمة وحولت الهزيمة الى نصر؟!

1656 2020-03-12

يوسف الراشد

 

التاريخ مملوء بالحوادث والقصص التي تروي لنا عن الشعوب والامم كيف تتعامل عندما تتعرض بلدانها  الى الكوارث والحوادث والعواصف والزلازل والحرائق والفيضانات والامطار والجفاف وكذلك الاوبئة والامراض او عندما تتعرض بلدانها الى العقوبات الاقتصادية والحصار وفرض حظر الطيران والتجارة والتعاملات الاقتصادية والتجارية الاخرى او العقوبات من المنظمات الاممية كمنظمة الامم المتحدة او العقوبات من الدول العظمى التي تسيطر على تجارة واقتصاد العالم وكما حدث مع عقوبات العراق عام 1990.

وهذه الدول والبلدان بعضها ينهار اقتصاده وبنيته التحتية وتسقط حكوماته ويحدث فيها الهرج والمرج والبعض الاخر من يحول هذه الكوارث وهذه  الاوبئة التي يتعرضون لها رغم الخسائر في المال والارواح والمعدات الى نصر ويفاجئون العالم بمجموعة من الاجراءات والاصلاحات وبتعاون واصرار شعوبهم على عبور الازمة.

وخير دليل ونموذج على ذلك ما اتخذته الحكومة الصينية عندما تعرضت لهذا الوباء الفتاك (فايروس كورونا ) وكيف تعامل الشعب الصيني الذي يعد تعداده مليار ونصف انسان بصمت وهدوء والتزامة بالتوجيهات والتعليمات التي تصدرها الحكومة الصينية حيث الزمتهم بالبقاء في بيوتهم وعدم تركها لمدة 15 يوما وتعهدت بإيصال الطعام والدواء عن طريق البلديات حيث ان اصغر مقاطعة فيها يصل تعداد سكانها الى 12 مليون نسمها.

 وبهذه الاجراءات والعمل بهدوء وعدم اتهام اي جهة خارجية بهذا الفعل استطاعت الصين عبور الازمة والسيطرة على 50 بالمئة منها  لا بل وحولت هذه الخسارة وغتنمت الفرصة لتنعش اقتصادها حيث ان انتشار هذا المرض في الصين جعل الكثير من الشركات الاجنبية العاملة ورؤوس الاموال والمستثمرة فيها ومنها الشركات والمصانع الامريكية مثل شركة  ابل وبوينغ من بيع اسهمها واستثماراتها بأثمان بخسة الى الصين كما وانها انتهزت انخفاض اسعار النفط الى النصف وقامت بشراء كميات كبيرة منه لتخزينه في مستودعاتها اذ انها تمتلك مستودعات عملاقة لتخزين النفط الخام لتؤمن لها احتياطي نفطي لمدة سنة كاملة دون التاثر بتقلبات الاسعار.

 ان الكثير من الخبراء والمحللين الاقتصاديين يعتبرونها هي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية وبين الصين التي تسارع فيها نموها الاقتصادي وخوف امريكا من هيمنة الصين على الاسواق العالمية وفقدانها لكثير من الاسواق العالمية الاخرى وما الاتفاق العراقي الصيني الاخير الاهو سلاح لتحجيم التنمية الاقتصادية الامريكية في هذه البلدان.

 ومهما قالوا وقلنا فان الحكومة الصينية وعلى الرغم من الخسائر في الارواح بسبب فايروس كورونا وفي المعدات وتاثر التجارة والصناعة فيها الا انهم بحكمتهم وتعاون الشعب معهم  حولوا الهزيمة والخسارة والانكسار الى فوز ونصر وليعبروا هذه المحنة الى بر الامان.

 اين نحن منهم لماذا لا يتعلم سياسوا العراق وحكامه من الصين هذه الدروس وهذه العبر ونخرج باقل الخسائر ونستفيد من ثقافة الشعوب والامم ونوجه ونثقف مواطنينا فن واسلوب التظاهر والتعبير عن الراي والابتعاد عن كل مظاهر العنف والعبث بالممتلكات العامة والممتلكات الخاصة والحرق وقطع الطرق وتعطيل المداس والمؤوسسات او تعطيل الحياة العامة ونحول  الهزيمة الى نصر.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك