يوسف الراشد
منذ دخول الامريكان وحتلالهم للعراق بعد عام 2003 واستلام بريمر سلطة الحكم ثم تحولت وتشكلت الحكومة العراقية وتعاقب الدورات الانتخابية وحتى يومناهذا والامريكان يعدون العدة ويهيئون لكل فترة وكل مرحلة سيناريو يتعاطون معه ومع الاحداث التي تستجد فيه على الساحة العراقية وايجاد الحلول والبدائل المناسبة ويبعثون برسائل الترغيب والتخويف والتحذير لجميع الكتل والقوى السياسية الحاكمة ( الشيعية والسنية والكردية ).
وهي بذلك وخلال 17 عام مضى اسست لها قاعدة عريضة من الموالين والعملاء وتحت عناوين ومسميات كثيرة مثل منظمات المجتمع المدني او منظمات حقوق الانسان واخرى تقدم مساعدات للعوائل الفقيرة والمتعففة والجوكرية او الاحرار او المدنيين والديمقراطيين والثوار والعشائر المنتفضة وتاجيج ساحات التظاهر وعمليات القتل والاختطاف وانتشار المخدرات والممارسات اللاأخلاقية ووووالخ من المسميات.
وتم تسخير الشباب والشابات وطلاب الجامعات وادخالهم في دورات تاهيلية او سفرات سياحية ودفعت الاموال والدولارات من دول الخليج لتعطل الحياة العامة واسقاط الحكومة وبث الفوضى وهذه واحدة من الصفحات التي سبقتها مثل صفحة اغراق الاسواق العراقية بالسلع والبضائع الاجنبية وشل الصناعة الوطنية والزراعة المحلية او قتل ملايين الاسماك كما وحدث في الحلة وصفحة سقوط الموصل ومنصات الانبار وفلول داعش ومجزرة سبايكر.
كما وسخرت امريكا الاعلام والتواصل الاجتماعي والانترنيت والفضائيات والمجلات والصحف وهذه هي اخطر وامضى سلاح فعال لعب دور كبير في تاجيج الاوضاع في العراق.
ثم استخدمت امريكا تكتيك اخرى وهو ضرب المكون من الداخل وقد نجحت بذلك فأن مشروع تفتيت الكيانات الكبيرة الشيعية بعد ان لاحظت ان القوى الشيعية متشرذمة ومتناحرة ومختلفة وكل طرف منها متمسك بمطالبه وقد تنازلت عن استحقاقها الانتخابي وهي تمثل الكتلة الاكبر في البرلمان مما شجع الكرد والمكون السني على التجاوز والتدخل في تسمية واختيار من سيكون رئيس لمجلس الوزراء.
وبهذا الموقف فان القوة الشيعية اثبتت عدم انسجامها وعدم قدرتها لبلورة أي مشروع قادم واستطاعت امريكا عن طريق اذنابها وعملائها ان تزيد الفجوة بين قيادات الشيعة فمنهم من حضر وايد وبارك ترشيح الزرفي بحجة تجاوز المرحلة لعبور التحديات التي يمر بها البلد واعطى انطباع عن مدى ضعفه في حسم اتخاذ اي قرار مصيري ومنهم من رفض ترشيح الزرفي واعتبرها تجاوز على الاستحقاق وحصة المكون الاكبر.
اما امريكا فانها قد اوصلت رسائلها التحذيرية الى جميع المكونات ومنها القوى الشيعية بان اسلوبها التهديدي مستمر بالاغتيال والتصفية كل الرموز والقيادات التي تضمر العداء والبغض لها وكما حدث للشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس فانها ستصل لكل الرموز الشيعية الاخر مما حدى بهذه الرموز وهذه القيادات الى تغيير ومواقفها وتشرذمها وهي في طريقها الى الانكماش والتفتت والضعف.
كما وهددت الادارة الامريكية بعض فصائل المقاومة وسمتها المنظمات الارهابية مثل عصائب اهل الحق وحزب الله وبعض رجالات الحشد الشعبي مثل قيس الخزعلي وانهم على قائمة المطلوبين وان الخيار الامريكي قائم ومفتوح لتصفيتهم اما عن طريق العمل العسكري او عن طريق السيارات المفخخة او عن طريق الاغتيال.
اما الخيار او السيناريو القادم فانها ستعود الى اسلوبها القديم بعد ان رفض الشارع العراقي السياسيين الحاليين ورفض العملية السياسية برمتها ويتمنى الخلاص منهم وهو الانقلاب العسكري بادارة واشراف ومباركة وتغطية امريكية وهذا الخيار غير مستبعد وسيخسر الساسة الشيعة بسبب فشلهم هذه الفرصة وهذا الحكم الذي انتظروه قراب 14 قرن مضى وسوف لاينفع الندم فهل وصلت الرسالة ؟!
https://telegram.me/buratha